من كتاب ( حكايات حارة شميس)
سمير عبد العزيز
- الحاجة مبروكة ..الداية
بمنزل الشمايسة بحجرة بالدور الارضى بدون نوافذ عاشت الحاجة مبروكه( أم اسماعيل ) ..غادرت العقد السادس بقليل..متوسطة القامة ..ممتلئة قليلا..خمرية البشرة ..عاشت وحيدة يزورها على فترات ليست بالبعيدة أبنها الأكبر وأبنتيها وأحفادها ..كانت تقتات من عملها كداية ... قامت بتوليد معظم نساء الحارة والحارات المجاورة وذاع صيتها والتبرك بها .
- سيد الجدى
سيد الجدى هكذا كنا نطلق عليه ولا أعرف اذا كان هذا أسمه أو لقب فى عائلته ... طويل القامة نحيل الجسد مستطيل الوجه بملامح جامدة بشرته خمرية وذو شعر مجعد وتوجد هالات سوداء حول عينيه...عاطل وصم بالبلطجى تم سجنه اكثر من مرة لتعاطيه وترويجه المخدرات.... بجوار مدخل باب الحارة على يمين الخارج منها وضع طاولة خشبية استقرت عليها علب البسكويت وبرطمانات بها أنواع من الحلوى وعلى جانب من الطاولة وضع علب السجائر وبجوار الطاولة ثلاجة لعرض المياة الغازية ..نادرا ما يبتاع منه أهل الحارة أو المارة بشارع سيدى اسماعيل لبذاءة لسانه وكثرة شجارة ...فى عصر أحد الأيام حدثت مشادة عنيفة بينه وبين أحد الأشقياء انتهت بمقتل سيد الجدى .
- مقهى سمارة
على بضع خطوات من حارة شميس توجد مقهى المعلم سماره ..مساحتها صغيرة ويتم توسعتها بوضع الطاولات والكراسى فى محيط المقهى ..والمعلم سمارة متوسط الطول والبنيان ..ذو شارب عريض وكثيف..يرتدى جلبابا بلديا ويلف حول عنقه شال من الحرير " لاسة "ويضع على ر أسه طاقية ..ربما غادر العقد الرابع من عمره..عرفناه دمث الخلق عفيف اللسان دافئ القلب محبا لأهل الحارة ويشاطرهم أحزانهم وأفراحهم ...كانت قهوة سماره معلما من معالم شارع سيدى اسماعيل وظلت على هذا الحال حتى بعد رحيل المعلم سماره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق