أيا بائعة الورد نفتقدك نحن
أرضنا الخضراء سوداء
قطعوا من ارضنا فسائل الورد
أو أهدوها عطرا في قوارير بلورية
إلى غيرنا قدموها قرابينا
حتّى أطفالنا فقدوا ورد الخدود
لا ياسمين فوق مفارش العروس
لا ورود حمراء للحبّ
فهيّا عودوا بائعة الورد إلى الدروب
...
هم أحاطوك بالثلج وأنت عودتِني على الوثب
احاطوك بالأسلاك وأنت علمتني كيف أمدّ جذوري
و أبعث حيّا من سديم أرضنا
...
النحل يترجّاك ليصنع العسل
الحبيب يترقب باقة يهديها
العاشق يترقّب ضحكة الحبيبة
...
عودي وعدوني الأطفال بأن يصنعوا منك العطور
الأمّهات بغزل الزرابي منك
و أنا أحتاجك لأبثّ عطرك في الأزقّة
هم لا يحتاجونك
أتوا بعطرهم من هناك
مصطنعا في قوارير غريبة
نحن سيدتي نحتاجك
فاصغي إلى الشمس لتذوب ثلوجهم
عانقي الشمس لتزهر الورود بين يديك
أقسم الأطفال بأن يزمّلونك
يدثرونك بقلوبهم الطفولية
بسجيتهم الطبيعية
فهيا سيّدة الربيع
ٱنشري في الدّروب أزهارك
في أراضينا عطورك.
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق