النسيان.
ليسَ كبيراً بالعمر فهو بمنتصف الخمسينات مع ملامح ظهرت عليها قسوة الزمن.لكن الرقة والوداعة تظهرهُ بمظهر الاب الصالح الودود . فعندما تراه لأول مرة تحس بداخلك إنك تعرفه منذ زمن .خرج من بيته بخطى متثاقلة ورتيبة لجلب الخضار وبعض الفواكه التي اوصت بها زوجتهُ. يسير بين محلات الباعة وفكرهِ مشغول بأبنتهِ التي تزوجت قبل أشهر . ويفكر فيها لماذا لم تزورهم هذا الاسبوع .؟ فالبيت ليس ببعيد عنها.. ويعلم الله كم يكن بقلبه من حب لهذه البنت الوحيدة . التي رزقهُ الله بها بعد ثلاث اخوة مغتربين ويعملوا في اماكن بعيدة. فدارَ على المحلات وأشترى كل الطلبات الى أن فرغ جيبه من النقود . ثم عاد محملاً بأكياس الخضار والفواكه وبنفس الخطى الرتيبة وصل الباب. ومد يده لجيبه كي يخرج المفتاح . وهنا انتبه أنها ليست باب بيته. أنها باب بيت ابنته الصغرى . كيف قادته قدماه لبيت ابنته دون أن شعورٌ منه لا يعلم . وانا كذلك لا اعلم ..
فلاح الكناني
27 أكتوبر 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق