هنا غزة
هنا مصنع الأبطال
كل صباح نخيط الجراح
ونحكم العقد
نخرج لأعمالنا كبقية الخلق
نزرع ونقلع
نبني ونصنع
وفي المساء
نحمل أنصافنا
على أكتافنا
أشلاء ..
ندفن بعضنا ..
ونعود في الصباح
كما الفلاح
نأكل الزيت والزيتون والزعتر
طعمه مختلف
زيتونة غزة تختلف
جذورها عميقة
تمتد وتمتد
تعانق الشهداء من تحتها
وتخضب أجسادهم بالزيت المبارك
فيختلط الزيت بالمسك
فيشتعل
فتجد غزة في ليالي البرد المعتم
تضيء بلا كهرباء
زيتنا مبارك
وهناك إذا وقفت على حدودنا
اشتممت رائحة الثرى الزكية
لن تنساها أبدا
مخضبة بالمسك
غنية وثرية
وهذا سرها
لذا هي مطمع الأعداء
ولكنها كالجواد الأصيل
وفية عفية
لا يمتطيها إلا الرجال الفوارس
وفي غزة تصنع الرجال
هنا غزة
هنا مصنع الأبطال
تمام يوسف / فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق