دعوني أسيح قليلا بدموعي
وأزداد كيل بعير
من شهقة حزن
من على أسوار غزة تغرغرني
وتواريني
ربما مع عبق الذين تآكلوا سرا
في طريقهم
إلى صومعة تغرق
في دمع الأنبياء
هل تسمعني يا مارك
هل تسمعني
أم أن أصوات العرب
أم أن أهات العرب
أم أن حرمة العرب
خرافة بطعم فوم وقثاء
دعوني أتناول نفسي في ليلة
طويلة الأذنين
وأتصدق بزادي
وأصدق معادي في أرض
سكرات الموت والعزاء
أنا يا غزة لا.معتق
لا حر
لا بطل
لافحل
ولا تغرنك هاته القرون الملتوية
هي فقط أكسسوار لعيد الأضحى
وكبش أقرن
خير من أقرع
في أيام التشريق
على سكينة الأتقياء
دعوني أنهمر قليلا في شلال النزيف الأبدي
في عاصمة الألم الأبدي
عاصمة الخزي العربي
عاصمة الوهن المتهالك على طوابير الغثاء
عاصمة تشهد كل ليلة
سيفا يأكل مصراعيه
ويفتق صراطا مستقيما
لتتعانق الأرض مع السماء
غزة يا قرينة الأيام العوانس
ويا درة استوت على حرير الأوانس
ألم يإن للذين يكتبون الطلامس
أن يقتلوا أنفسهم
أن يأخذوا كلابهم وبنادقهم
وتأشيراتهم المهلهلة
وشهادات إقامتهم
بعيدا عن عين الشمس
ألم يإن الغوث الخفيف
مع الجلاء
إكتبيني يا غزة كلاما عابرا
يغتصبه الفراغ
يذهب ويعود سريعا مع الصدى
يتراقص شبحا
في نقطة على المدى
ينعش عبابا يراوده الجليد
ويستحم هكذا مباشرة على الهواء
أنا يا غزة مجبر على نكستي
لا.مخير كما يقول العابثون بلوعتي
تعالي يا غزتي
كي نكتب على جدرانك عويلا
ونتسرمد في مدينة الوجع والبكاء
أنا يا غزة
في مهجتي شيئ إليك
تعدمني حشاشة
مع كل صاروخ يتهملج إليك
ولا أثر سامري أقتفيه
ولا موسى وهارون هنا
ولا يوشع عند مجمع البحرين يعيد لنا حوتنا
هنا الآن
غير فرعون
يذبح عاما بعد عام
ويستحيي الحرائر والنساء
أنا لا ماء لا هواء في حضرتك يا غزة
لا شيئ أنا على خلجان عينيك
لا.مطر لا شجر
لا شيئ يحل في اللاشيئ
وفنائي على المداخن القديمة
بين الرماد هو البقاء
دعوني أمارس طقوس انفجاري
على حافة قدر فاحم
وأعانق غزة توأمي
ونتعمق في موتنا على غرار الدلافين
ونكتب ما تبقى لنا من رفات
على ألواح الجبناء
كم كنت أنا أنت يا غزة
وكم كنت أنا
وصعب أن نكون واحدا ونحن اثنين بائسين
نتمسح بثدي بقرة اليتامى
والذئب خارج الزريبة يجتر اللعاب مع العواء
الدكتور خالد فريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق