السبت، 6 أغسطس 2022

رضع الكرذونة الجزء الأول بقلم لسعد بنعيسى الوداني

 رضع   الكرذونة 

قصة حقيقية

          الجزء الأول. 1

؛؛؛؛.          ؛؛؛؛.      ؛؛؛؛

حل المولود فتساءل متعجبا

ما بال البطن ازدراني

ماباله لفظني وقد كنت ساكنه

ما تملكته غصبا ولا تحيلا

ولا تمددت فيه مخططا أو مبرمجا

ولا تربعت منتهزا أو متأهبا

بل أنخت وضربت رحلي عنده

ظننته المنتهى

 والموطن الدائم والمبتغى

فما بال البطن يدفعني

لهذه الدنيا الغريبة

ومن غرفة توليد لغرفة إنعاش كئيبة

بعد أن اخذوني من امي الحبيبة

فشيعتني ببسمتها بكل شفقة وطيبة

ولكن

أين يأخذونني.      أين موطني

أين بطن امي

وقد تموجت فيه يمينا وشمالا

ومرحت أعلى واسفل شهودا وخيالا

واستلقيت جمالا

وتوسدت دلالا

كنت مقربا مبجلا سيدا متفردا

فالى أين ياخذونني الآن كأسير مكبلا

بعد أن كنت في بطن امي ملكا

إن سكنت

 ارتعدت المملكة خوفا وجلالا

وإن نبضت

 اهتزت المملكةبطرا وخيلاء

كيف لا وأنا ملك وسيد جديد

لست منبتا ولا شريد

عرشي لا من ذهب أو حديد

ولكن أعمدته تهنئة مع عناء

وجيعة مع غناء

ألم باطنه صفاء

تضادد موجع لكنه حميد

 كصحراءزينت بحبات جليد

فهل أوضحت وبينت

أم ألغزت وعقدت

وهل كشفت وعريت

أم سترت وغطيت

 فأفسر وازيد

إذن

الإعلام ببداية تكوني 

فرح وشكر للخالق المجيد

والبشارة بقدومي سعادة من جديد

إلا أنا فقد حللت مولولا

 كبايا خلع من عرشه الفريد

وكملك بعد سطوته وعزه غدى شريد

فبكى ظن نفسه في خلوة وحيد

لكنه سمع زغاريد

ما زال سيدا 

سمع ضحكا وأدعية بالعمر المديد

ما زال ملكا

ما نقضوا البيعة والولاء الرشيد

فاطمأن المولود ولكن ما لبس حلة التتويج

ما لبس الثوب الجديد

اشتراه له أبوه من أجره الزهيد

حرم نفسه والعائلة ليشتري لحما

فإذا دخل المولود المنزل

طبح اللحم بالكسكسي أو الثريد

ولكن

أخذوا الرضيع من أمه وتركوه وحيد

فاضطرب وتوجع حتى توقف نبضه

وما لبس الجديد

وسيدخل حيهم ومنزلهم جثة بكل تأكيد

انقطعت انفاسه

وما نام في حضن أمه ولا احتضنه أباه

عنوان الشهامة والشموخ الشديد

انقطعت أنفاسه

 وما سمع طبلة شهر رمضان

وقت السحور ولا ليلة شهود العيد

غاب الهلال وما مرت السنوات

لن يدخل كتابا لحفظ سور ولا تعلم الصلوات

لكن سيعوضه الله بالتعلم عند أبيه ابراهيم

أراد سابقا ذبح ابنه اسماعيل

ففداه الله بكبش

صار ذلك سنة وعيد 

والآن هنا في مستشفى في غرفة توليد

طووا الزمان،ما ذبحوا الوليد

 ما فدي بكبش

بل رموه في ثلاجة تبريد

قربانا لمن

 فداءا لمن

 تغطية عمن

سؤال لن يمتع الرضيع الباكي

والجواب لن يفيد المظلوم الشاكي

بل من الثلاجة الى كرذونة

يتبع الجزء2

      لسعد بنعيسى الوداني

تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...