ما لِلرُّبوعِ بِدارِ عُرْبٍ أَقْفَرَتْ
رَبّاهُ لُطْفَكَ ناحَتِ الْغَبْراءُ
كَمْ ساءَني حالُ الْفَراشاتِ الَّتي
غابَتْ... فَأَيْنَ مُروجُها الْخٌضْراءُ؟
أَيْنَ الزُّهورُ وَأَيْنَ خَشْخاشُ الرُّبى؟
أَطْفالُنا هَمَّتْهُمُ الْأَجْواءُ
يَسْتَفْسِرونَ عَنِ الْوُرودِ وَعِطْرِها
ما عادَ يُسْكِتُ خَوْفَهُمْ إِخْفاءُ
ما عادَ وَثْبٌ في الْبَراري مِثْلَما
كانوا... فَحَتّى لَهْوُهُمْ مُسْتاءُ
وقَطيعُ خِرْفانِ الرُّعاةِ تَذَمُّرٌ
فالْجوعُ لَغْوٌ والشَّعيرُ هُراءُ
والنَّحْلُ... حَتّى النَّحْلُ باتَ بِخَيْبَةٍ
فَالشَّهْدُ في غُرُفاتِهِ ظَلْماءُ
والطَّيْرُ آهٍ لِلسَّنونو كَمْ بَكى
إِنْ صارَ يَشْدو صاحَتِ الْعَنْقاءُ!
جَفَّتْ مِياهُ الْعَيْنِ ما جَفَّ الْبُكا
يا عَيْنُ جودي كُلُّنا أَخْطاءُ
غاضَتْ مياهُ الْأَرْضِ والنَّبْتُ اشْتَكى
جورَ الْجَفافِ تَزيدُهُ الرَّمْضاءُ
يا وَيْلَنا حينَ الْجَفافُ يُصيبُنا
فَالْماءُ مِنْهُ حَياتُنا الزَّهْراءُ
إِنْ غابَ عَنّا الْماءُ مُتْنا ميتَةً
وَ نَعيشُ إِنْ رَفَقَتْ بِنا الْأَنْواءُ
الْكَوْنُ في أَخْذٍ ورَدّ غارِقٌ
والْحالُ بِئْسَ الْحالُ والْأَهْواءُ
إِنّا بَنَيْنا أَرْضَنا مِنْ جُهْدِنا
لَكِنَّها مِنْ جَهْلِنا أَدْواءُ
يا رَبَّ نا غَيْثًا غَزيرًا تَرْتَوي
مِنْهُ الْقُلوبُ وَتُزْهِرُ الصَّحْراءُ
قِفْ لِلصَّلاةِ لَعَلَّ شَكْوانا بِهِ
غَيْثٌ وغَوْثٌ ما لَهُ إِحْصاءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق