وحينَ ٱستطاعَ الثعلبُ الماكرُ الرؤى
لباسَ ثيابِ الوعظِ ضاعتْ دجاجتي
وسدَّدْتُ سهمي للحقيقةِ دِقَّةً
ولكنّها صابتْ هناكَ مَرارتي
سأعصِرُ في كرْمِ النجومِ خِصالَهُ
لتلمعَ في حلْمِ الليالي زُجاجتي
--
فقلتُ لها عيناكِ ماءٌ وخُضْرةٌ
ومابينَ روحي والأضالعِ تسرحُ
وحينَ ٱقتفيتُ الدمعَ حرفاً مُبلَّلاً
بدَوْتِ نخيلاً بالقصيدةِ ينضحُ
--
قالت له خُذْ ما تشا منّي وغادرْني ...
فأمسكَ كفَّها ومضى !
--
بنَيْنا لها قناً وقلنا لها ٱهنئي
وبِيضي كما تهوى الديوكُ وفَقِّسي
وحينَ أتاها الطلْقُ باضتْ بخِربَةٍ
وما كانَ أصلاً فيهِ وِسْعٌ لخُنفُسِ !
--
ولولاكَ يا وطنَ الأُمَّهات
جميعُ الرجالِ غدَوا لا جئينْ
--
وإنّي أراها تطبعُ القُبْلةَ الأولى
ببِلورِ شُبّاكِ الشتا قُبلَةً وَلهى
وتمسحُها حيناً وحيناً تعودُها
وترسِمُها قلباً بإصبعِها الحلوى
--
من أغاني السُمْرِ كانت تُصطفى
حبَّةُ القمحِ لساناً في السنابلْ
كم رَوتني في شجوني شاعراً
واستراحتْ في قوافيَّ البلابلْ !
--
من وحيِ صمتِ شِفاهٍ فيكِ ساكنةٍ
حرّكتُ في الشِعرِ دوماً آخرَ الكلماتْ
لم أكتبِ الشعرَ من بالي وخاطرتي
دوَّنتُ ما يتوارى من صدى السكناتْ
--
لولا ٱنحناءُ ظهورِ الأمّهاتِ ندى
لم يستقمْ ظهْرُ أبناءِ الحياةِ مدى
--
خالفي العُرْفَ وردتي خالفيهِ
وٱستبيني الخضارَ كلَّ الفصولِ
أنا لوّنتُ بالخضارِ ضلوعي
كي أرى في يدي ٱنتشارَ الحقولْ
--
قمرٌ يرتدي الليالي قصيداً
من خلايا الحروفِ يبني منازلْ
كلّما ضِئتُ صورةً حملَ البدرُ ...
سِراجَ البدورِ فوقَ الأناملْ
--
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق