الأحد، 18 سبتمبر 2022

قصاصاتٌ شعرية بقلم محمد علي الشعار

قصاصاتٌ شعرية ١١٨

وحينَ ٱستطاعَ الثعلبُ الماكرُ الرؤى

لباسَ ثيابِ الوعظِ ضاعتْ دجاجتي 

وسدَّدْتُ سهمي للحقيقةِ دِقَّةً

ولكنّها صابتْ هناكَ مَرارتي 

سأعصِرُ في كرْمِ النجومِ خِصالَهُ 

لتلمعَ في حلْمِ الليالي زُجاجتي 
--

فقلتُ لها عيناكِ ماءٌ وخُضْرةٌ

ومابينَ روحي والأضالعِ تسرحُ

وحينَ ٱقتفيتُ الدمعَ حرفاً مُبلَّلاً    

بدَوْتِ نخيلاً بالقصيدةِ ينضحُ 

--

قالت له خُذْ ما تشا منّي وغادرْني ...

فأمسكَ كفَّها ومضى ! 

--

بنَيْنا لها قناً وقلنا لها ٱهنئي 

وبِيضي كما تهوى الديوكُ وفَقِّسي 

وحينَ أتاها الطلْقُ باضتْ بخِربَةٍ 

وما كانَ أصلاً فيهِ وِسْعٌ لخُنفُسِ ! 

--

ولولاكَ يا وطنَ الأُمَّهات 

جميعُ الرجالِ غدَوا لا جئينْ 

--

وإنّي أراها تطبعُ القُبْلةَ الأولى 

ببِلورِ شُبّاكِ الشتا قُبلَةً وَلهى 

وتمسحُها حيناً وحيناً تعودُها 

وترسِمُها قلباً بإصبعِها الحلوى 

--

من أغاني السُمْرِ كانت تُصطفى

حبَّةُ القمحِ لساناً في السنابلْ 

كم رَوتني في شجوني شاعراً 

واستراحتْ في قوافيَّ البلابلْ ! 

--

من وحيِ صمتِ شِفاهٍ فيكِ ساكنةٍ

حرّكتُ في الشِعرِ دوماً آخرَ الكلماتْ 

لم أكتبِ الشعرَ من بالي وخاطرتي 

دوَّنتُ ما يتوارى من صدى السكناتْ 

--

لولا ٱنحناءُ ظهورِ الأمّهاتِ ندى 

لم يستقمْ ظهْرُ أبناءِ الحياةِ مدى 

--

خالفي العُرْفَ وردتي خالفيهِ 

وٱستبيني الخضارَ كلَّ الفصولِ

أنا لوّنتُ بالخضارِ ضلوعي

كي أرى في يدي ٱنتشارَ الحقولْ 

--

قمرٌ يرتدي الليالي قصيداً 

من خلايا الحروفِ يبني منازلْ  

كلّما ضِئتُ صورةً حملَ البدرُ ...

سِراجَ البدورِ فوقَ الأناملْ 

--

محمد علي الشعار 

٣-٣-٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...