قصة بقلم : علي حداد
رأي : ما بال أحلام وأماني أهل ألعراق وكأن أفعى إلتفت حولها .............
الكلمة : إلى صابر أبو سن ألذهب وبطانته من ألصاغة........... الملاعين !
الاهداء : الى السيدة الرائعة خيرية حبيب والكبير إبراهيم عبد الجليل والمبدع حسن حسني والرائع فاروق هلال .....
وكما قالت لي أمي بعد أن سقط واحد من أسناني..ارمه بوجه الشمس وأصرخ بها
_ < هاج سن الزمال وانطيني سن الغزال >
فعلت ذلك بجسد مهلهل < وبدشداشة مقلمة > تلك كانت واحدة من امانينا.. وحين تسقط حبة من ألرمان نظل نبحث عنها بين ارجل الارائك والطاولات..و حتى تتقطع أنفاسنا ونجدها لان عمتي زهرة كانت تردد دائما :
_ الرمانة فيها حبة العافية أوحبة من ألجنة ولا نعرف اية حبة هي
لهذا انا ابحث عنها إذ ربما تكون هي الحبة المنشودة فأفرح بها
ذات يوم جاءت الى بيتنا لاهثة كأنها اتت راكضة والعرق ينصب منها.. ومن كل ألامكنة مثل نافورة:
_ < رضية والقرعان باجر راح تنكلب الدنية..باجر يوم ألقيامة إصرفوا فلوسكم أكلوا لتخلون شي بنفسكم >
كنا نحن الصبية الخاسرين ..فقد كنا نصرف تعب العمرالصغير.. وما جمعناه لايام العيد ..نشرب بلا عطش.. ونأكل بلا جوع ونؤجر الدراجات الهوائية بلا معنى ..لكن ماذا نفعل بالفلوس وغدا تنقلب الدنيا ..وتحل ألقيامة ....
..وعندما تغني المطربة اللبنانية صباح أغنيتها ألمشهورة < حبيتك يا علي > يقول لي أبي :
_انها تغنيها من أجلك ...
وحين أخبرت أصدقائي بذلك صاح بوجهي صابر أبو سن ألذهب
_ < شنو انت فد قندرة علمود تغنيلك صباح ؟
_أبي أخبرني بذلك .
_ < دمشي ..أنعل أبوك لابو أبوك ..>
وهكذا يتحطم حلمي على يد <أبو سن ألذهب > وبدشداشتي المقلمة ذاتها كنت أستمع ألى أخوالي وعمامي وكان والد صابر أبو سن الذهب موجود بينهم ايضا وهم يتحدثون عن أحلامهم وأمانيهم عن ..مترو بغداد ..و نفق بغداد .. وقطار بغداد السريع .. وسور بغداد وعلى ان الحكومة ستعمل جدارا ضخما من الاشجار لتحمي بغداد من العواصف الترابية .. وهذا السور سيقضي على صيف بغداد < أللهاب والذي يحرق المسمار في الباب > وان الحكومة قد وضعت ذلك في اولويات برامجها ..وتحدثوا كثيرا بلغو لم افهمه..تلك كانت جزء من أحلامهم وامانيهم ..
وهكذا يمضي بنا العمر..ونحن ألاطفال كبرنا سوية وتوزعنا في مناصب شتى ومنهم من صار ..وصار ..ومن أصبح ألآمر والناهي نسى أحلامه وأمانيه ..مثل صابر أبو سن ألذهب ألذي نسي أحلام وأماني أهله أيضا ..وأنا ألآن أقف بجانب تمثال عبد ألمحسن ألسعدون واحس بألم قاتل وحزن مدمر يأكل روحي ويهشم عقلي وانا على أعتاب نهاية العمر وعمتي زهرة ماتت دون أن تدري ان الدنيا انقلبت وحل يوم القيامة في العراق فقط دون بلاد الله..حين راحت ألناس تنهش بعضها البعض ..ومن أمام تمثال السعدون ينتابني الندم لاني إستبدلت أسنان الزمال بأسنان الغزال ... وفي زمن النهش هذا..
أقف عاجزا مثل تمثال ..أغبر
لايستطيع النهش...بآسنان الغزال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق