الخميس، 1 سبتمبر 2022

سياحة بقلم جرجس لفلوف

سياحة.....
احضر زيكو الرفاق إلى املاكه بعد أن جال بهم جولة سياحية شاهدوا فيها معالم المدينة وشوارعها وأسواقها وساحاتها ثم قال: لن تتمتعوا بساعات عطلتكم في مكان كما ستتمتعون في حديقتي وترتاحون في قصري هنا الجنة والراحة
يملك زيكو فيلا كبيرة يمكن أن تسكنها قبيلة . مجهزة بكل وسائل الراحة والاستجمام وفي داخلها متحف يضم أعمال كبار الفنانين والمفكرين في العالم والقطع الاثرية النادرة .يحيط بها حديقة كبيرة تغطيها الخضرة والأشجار ونباتات الزينةوازهارها المتعددة الألوان والاشكال فيها مسبح دائم الاستخدام صيقا شتاء وملاعب ومصاطب ومقاعد للجلوس ودروبا لممارسة رياضة السير وابار تضخ المياه منها عند الحاجة . المكان منتجع سياحي بكل معنى الكلمة يفتحه زيكو للجمهور مرة في الاسبوع وباقي الأيام للزوار من الخارج وضيوف زيكو اليومية 
عمل زيكو دليلا سياحيا اطلع الرفاق على معالم المنتجع ثم طلب منهم أن يأخذ كل راحته ريثما يكون الغذاء جاهزا 
يعرف فرفور المكان جيدا أما فاريا فقد أصابها الزهول مما رأته ونبت في عقلها الشك في سر حصول زيكو على هذه الثروة وهو المجهول الهوية والمنبت والغموض يلف حياته ليس له أهل ولا اقارب كما فهمت من فرفور وقررت أن تكتشف سره قريبا وبعده ستتربع هي على قمة هذا المجد 
كادت رلى تفقد عقلها فهي لم تتخيل في الحلم هذا الذي رأته ولم يتجاوز حلمها منزل مختار قريتها الحديث البناء وهي عاشت بين الحقول والبساتين وضفاف النهر ولكنها لم ترى بحياتها ما رأته في حديقة زيكو كانت ملاعبها الأزقة والبيادر والمروج مع اولاد قريتها وتمنت أن تكمل ما تبقى من عمرها في هذه الجنة ولكن هيهات هيهات انه حلم اسطوري وتساءلت لماذا لا يكون جميع الناس متساويين في النعيم وفي الجحيم? البعض في الجحيم رغم التعب والشقاء والبعض في النعيم وهو جالس مرتاح .ألا تشبه هذه الجنة الجنة التي يأمل الأخيار الطاهرون دخولها بعد رحيلهم عن هذه الارض ?فهل زيكو من الأخيار الطاهرين? وتمنت أن تبقى في هذه الجنة ولكن ما هي الصفة التي ستبقيها هنا?والتفتت إلى فاريا قائلة: 
...ألا تعتقدين يا فاريا أن من يعيش هنا لا يموت 
...هل سحرك المكان رلى ام فقدت عقلك اعتقد ان الحياة في قريتك وبساتينها أجمل وأنقى ليس فيها كذب ولاغش وخداع .اهدأي رلى وتصرفي بلا مبالاة وقد يكون لنا نصيب في هذا الذي ترينه غدا او بعد غد 
...كيف? اتسخرين مني ام تضحكين علي? 
... ما إدراك أن يقع زيكو في حبك وتصبحين عندئذ صاحبة هذه الجنة 
...هذا غير معقول فاريا الصراع داخلي بين ما اراه وما احلم به لن يدفعني إلى علاقات غير نظيفة مهما كانت المغريات 
...لاتذهبي بعيدا استخدمي عقلك كما استخدم عقلي وسنحقق أحلامنا بسرعة دون أن نخسر شيئا اسأليني عن كل سلوك ليس واضحا أمامك ونتشاور للوصول إلى ما يخدم مصلحتنا ومن يرغب الحصول على شئ لا بد له من دفع ثمنه وعلينا أن نكتشف أسعار ما نريد قبل ان نقع في مستنقع الغشاشين 
....ساسير الدرب معك واتعلم منك كيف أحقق احلامي 
تناول الرفاق طعام الغذاء في هذه الجنة وانتهت الرحلة السياحية وفي رأس كل منهم حلم سيعمل على تحقيقه فهل ستتحقق الأحلام؟
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...