الأحد، 18 سبتمبر 2022

ستائر النسيان بقلم سيدة بن جازية

ستائر النسيان
نعيش هجرة داخلية ،لانعرف مصدرها وكأن روحنا أرواح متجزئة. نشتهي شبئا وعند إنجازه نفقد متعة الشهوة ، نهزم عدوا ولكن لا نرتاح لهزيمته ولا نشعر بلذة الانتصار نفقد أملا ويهون بسرعة ما فقدناه ربما يتملكنا عجز تحديد حاجات الذات أو فهم من المسؤول عن تصميمها أو نسجها في الخيال .. . 
ماعادت الأمور تستوي لنا كما كنا صعارا ،تفرحنا قطعة حلوى بقرش ولعبة السبعة حجيرات و دمية الأخشاب وكرة القش و الغميضة وكسرة خبز بزيت و زيتون و مشاكسة البواب ...
ما السر في انطفاء الجذوة وانقلاب الحال إلى زوال ؟!
هل هو العمر وكم السنين أم ارتفاع سقف المطالب أم التكالب أم التعالي على كل الموجودات أم أسرار الحياة وبعض الابتلاء ؟!
من يملك الجواب يتدخل لإنقاذ الروح من التلاشي والانفصامات وبروز عدة ذوات بذات ؛ هذه تحب البساطة وتلك الاناقة و متعالية لا ترضى بالحاضر و الجاهز و الموفور و في الزاوية بعض ذويت ترفض الموجود وتحلم بالمنشود دون نسيان تلك المتشائمة القاتمة النائحة على الماضي وما فات لأصبح كومة أرواح متداخلة أو كبة ذبذبات بين السالب والموجب والمحايد...
عام فات وعام ٱت والزخم متراكم يتسلق الجدران وبعضه أدران ،سارعنا الخطى وفقدنا خطة النجاة وحدنا عن سكة الٱملين المطمئنين.
نلف بعض كتل الأفكار بستائر النسيان فتثقبها وتظهر للعيان.
ماذا دهاك!!! أحكمي غلق الأبواب ودعنا نعيش في ثبات يا زحم الماضي ، الماضي قد فات ، يا مخاوف المستقبل والحاضر ، لا تخشي الثبات و البتات.
لنا رب في الوجود يسطر لنا بعض الحدود . الزمي ركن النسيان والتحفي رداء العميان علنا ننعم بالأمان . و القطار يسير حيث قدر له دون تغيير.
هل بالإمكان ينسى الإنسان أحلاما رسمها من زمان؟!
حقق بعضها والبعض تاه بين ثنايا الحركة والهذيان .
لله درك ، أيها الإنسان ، تحفل بالقليل وقد ساق لك القدر إلفان بين إنس وجان تعمر الكون و تخضعه لطموحك و غرورك ولا تكف عن الهذيان و من كل مشرب تدعي الضمأ إلى الخلان و البنيان و الطيران دون خذلان ...
ستائر النسيان ارحم من صراعات ليس لها مكان اذا ما تسلحنا بالإيمان لكنها تأبى الدوام ،تهزها نسائم و غناىم و رياح الكيان ،لذلك سمِي الإنسان إنسان بين أنس ونسي و سيان إن أنس أو نسي أو تساو ى البنان فكلنا سنعبر ذاكرة النسيان وستضمنا ستائرها في الخيال...
ولن يدوم غير ماننجز وما أنجز أي إنسان دون هوان. 
فلم تنشطر كل الذوات وتتجادل في الخفاء وتعلو أصواتها في الدجى وتنحت كل الأماني للفناء ؟!
متى نلتمس خيوط السكينة و توحد الذات المهينة والتماس باب المسيرة نحو هدوء و رضى وقناعة وفيرة ؟
ليس من جواب وقد تشعبت الأفكار وزاد حمل الأبناء والأحفاد و امتدت الشبكة إلى ٱخر الأبعاد. 
كالعادة تطوف وتطوف و تنشطر و ترفض ثم ترضع لتوقد شمعة الروح وتهنئها بالحياة و لحفلة الميلاد وفلسفة الانتصار لحظة الانتظار هكذا تكون الحياة ودونها يكون الممات ضدان لا يتقابلان في نفس المكان والزمان كن أو لا تكن فعلان تفصل بينهما ستائر و أوهام 

بقلمي سيدة بن جازية تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العمر دقائق مظى بقلم قاسم الخالدي

العمر دقائق مظى سرت وانا لااملك بها دليل وقظيت العمر كله بها عليل سرت وراء الحياة بها مهرولا ولاوجدت في طياتها مثيل عجبت لدنيا فرقة بها احبت...