الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

الطمع عاقبتةُ الندم بقلم توفيق المجعشي

*الطمع عاقبتهُ الندم*

يحكى ان رجل كان يسكن الباديه، وكان يملك مزرعه فيها من كل انواع الفاكهه ،كان يشتغل في مزرعته ليل نهار.
حتى يأتي موسم جني الثمر يقوم بإستدعاء بعض شباب المنطقه يساعدونه على جني الثمر، ثم يجمعها ويسافر بها الى المدينه يبيعها على التجار ويقبض ثمنها ويأخذ بعض متطلبات الزراعه كالسمد واللقاح وسموم الحشرات. ثم يعود ويشتغل بلا ملل لانه يثق بالله انه سيعطيه مقابل تعبه بزيادة الثمر.
كان يتصدق على الفقراء ولا يمنع العابرين من ان ياكلوا منها، والله سبحانه وتعالى يزيد ويبارك فيها وكل سنه تأتي احسن من الاولى.
فيحمدالله ان بارك له في الثمر. المهم استمر على هذا الحال قُرابة ثلاثين عاما وكل عام يكون افضل من العام السابق.
على اية حال مرض الرجل ولم يجد نفعا من العلاج فعلم انه ميت لامحاله. وكان لديه خمسة ابناء ذكور وكانت امرأته حامل بالسادس.
جمع ابنائه واوصاهم بالأخووه والتلاحم وان لايقطعو الصدقه الذي هي سبب بركة المزرعه وان يهتمو بالمولود الذي سيأتي ولا يتهاونون به.
توفي الرجل وبعد مرور ثلاثة اشهر جاء مولوده السادس وكانت بنت وتوفت امها اثناء ولادتها.
في بداية الامر عملو بوصية والدهم واهتمو باختهم وفرحو به ايما فرح، ومرت الايام والبنت تكبر شيئً فشيئً حتى بلغت العشر سنين وبدأت تساعدهم في المزرعه، والاولاد مازالو متمسكين بوصية والدهم والامور ماشية على مايرام.
فجاء دور الشيطان مستعيناً بشياطين البشر. بداء يوسوس الاحدهم لماذا انتم مهتمين بهذه الفتاة وهل تعلمون ان هذه الفتاة ستخرب عليكم عيشتكم وتاخذ بعض من رزقكم.
غدا ستتزوج وسيحظر زوجها ويقاسمكم مزرعتكم، وتصبحون لديكم شريك غريب سياخذها بادره بدون تعب.
وكان يجمع اخوانه ويشور عليهم بمايراهُ، في بداية الامر كانو ينكرون عليه وينهرونه كلما تكلم على اختهم.
قام ابليس باستخدام طريقة ثانيه وبداء يتلبس بالبشر وكان كلما مرعليهم رجل يقول لهم نفس ماقاله ابليس عن طريق احدهم، هنا بداء الوسواس يشغل عقولهم ثم تغيرت نظرتهم اليها وكانت البنت تلاحظ تغيراً في اخوته بمعاملتهم ونهرهم لها دون سبب والضغط عليها بالعمل بعكس ما كانو يعاملونها بالسابق.
المهم استمرو بقسوتهم عليها. ثم جائهم رجل فاشار عليهم بدل ان يعذبو البنت بهذه الطريقه بحيث لاجدوى لاسلوبهم هذا ومع الايام ستتزوج لامحاله. واقترح عليهم ان يخرجو به الى البراري حيث لايوجد غير الذيئاب والوحوش ويرمونها هناك وستضل هناك لاتعرف ان ترجع ولاسبيل الها غير المبيت هناك فتأتي الوحوش وتاكلها ويخلصومنها الى للأبد.
قامو بتنفيذ هذه المشوره وتركوها هناك، ثم انصرفوا واوهموها انهم سيروحون للصيد ثم يرجعون لها ليعودو الى البيت.
جلست المسكينه تنتظر عودت اخوتها ويتخللها الخوف والتعب من الانتظار واخذتها غفوة ونامت على الصخره الذي اقعدوها عليها ونصرفو.
وكانت عين الله تحرسها وشاء الله ان تستمر بغفوتها حتى ايقضتها حرارة الشمس.
استيقضت ولم ترى احد حولها واطلقت نظرها الى بعيد لعلها ترى اخوتها اواحدً هناك لم ترى احد تلفتت يميناً وشمالاَ ولم ترى احد.
عندها ايقنت ان اخوتها تركوها وعادو دون ان ياخذوها ، حينها استجارة بمن لايظلم عنده احد اطلقت نظرها الى السماء وقالت يارب انت ربي وحسبي احميني من كل شي يظربي واهدينا سبيل الرشاد. استجاب الله لدعائها وفجئه وذا بها تشوف قافله متجهةً نحوها حمدت الله على تلبية طلبها.
جلست تنظر والقافله تقرب اكثر فاكثر حتى وصلو اليها واذا به رجل رحال يريد ان يمكث هناك حيث يوجد الماء والعشب لماشيته نظر اليها بستِغراب ودخله الفزع لعلها تكون شيطانه واذا كانت من البشر ماذا تفعل هناك حيث لايوجد احد الاهي استمر ينظر اليها برهةٍ من الزمن ثم استجمع قواه وتقدم اليها وسألها من تكونين يابنت قالت انا مرام اخت فلان واخذت تعدد اخوانها قال لااعرفهم ومن اين انتي قالت لا اعلم ولكننا لدينا مزرعة لعلك سمعت عنها قال لا ولله لن اسمع بها من اي قبيله سكتت وايقنت انها لاسبيل الى العوده فقاطع صمتها مابك اخبيرني لعلي اعرف قبيلتك اساعدك على العوده اليهم .
اجابت لا اعلم ثم انهمرت بالبكاء اسكتها وطمأنها بانها ستعيش معه ولا يمسها اي مكروه حتى يأتون اهلها اومن يعرف اهلها وياخدها اليهم.
وحين هدئة قصت عليه القصه وانها خايفه على اخوتها ان يكون مسهم ضر او اكلتهم الوحوش ساعتها عرف الرجل ان اخوتها تركوها طُعم للوحوش ولن يأتون لها.
قرر الرجل ان ياخذها معه فأبت خوفا ان يأتون اخوتها ولم يجدوها فيفتقدوها. عندها قرر ان ينصب خيمته هناك ويتركها تعيش معه فوافقت فكانت تساعده في رعي الاغنام وهي مازالت صغيرة لاتفكر بشي سوى اخوتها ان ياتو لياخذوها معهم.
وبعد مرور خمس سنوات كبرة واحست انها عايشه مع رجل غريب بحيث لا يوجد احد معهم سوى هم الاثنين ودخلها التفكير ربما قد يأذيها بأي وقت وهي امرأة ضعيفه لاتقوى على صده، وفي يوم من الايام استيقظت باكرا وايقظته لتستئذنه بذهاب لعلها تعود الى اهلها فمنعها واخبرها بمخاطر الطريق وطول المسافه لقطع ذلك الباديه وانه هو قد قطع ثلاثة ايام حتي وصل اليها.
جلست وهي خايفه ثم اخذ يراقبها خمس ليالي وهي لن تذوق النوم حتى يبزغ الفجر وهي صاحية خايفه ان يغدر بها مع انه قد اعطاها الامان.
وفي اليوم الخامس قال اقترح عليها الزواج لعلي ازيح من قلبها الخوف.
استدعاها واخبرها بانه يريد الزواج بها صمتت وزاد خوفها اكثر تركها تفكر، وفي تلك اليله اصبح الصباح وهي جالسةً لن تهجع. ثم رأت ان لا سبيل لها غير الزواج منه فاخبرته انها موافقه والكن ممن يتزوجها.
قال لها ساعطيك كذا وكذا من الاغنام مهرا لك وسنذهب غدا الى المدينه حيث نجد قاضي يعقد لنا ويسجل لك بالمهر ثم نعود.
جمعو اغنامهم وانطلقو وتم الزواج وعادو الى هناك وعاشو هناك ورزقم الله باولاد.
وهي مازالت لاتعلم عن اخوتها شيئاً
واما اخوتها بعد ان عادو الى مزرعتهم بدء ابليس شغلهُ معهم وزرع بينهم الطمع وكانو كل يوم يتشاجرو. ووسوس لهم بان يقتل احدهم الاخر لكي تكون المزرعه له وحده فتقاتلو حتى بقي منهم اثنين فقط فجائهم شيخ كبير واسع النفوذ فطردهم وبسط ع المزرعه.
احتارو الى ين يتجهون فقال احدهم للاخر هل تذكر اختنا الذي تركناها للوحوش اكلتها، قال نعم ومايدريك ان الوحوش اكلتها قال والا سوف تعود مع الزمن.
هيا بنا نذهب الى هناك لتاكلنا الوحوش ويرتاح ضميرنا اتفقو على ان يتجهو الى الباديه وماان وصلو هناك تفاجئو بان هناك توجد خِيم لناس ساكنين ففرحو وقالو نذهب اليهم لعلنا نجد عندهم زاد فنتقوى به على السفر امامنا مسافه طويله ولانستطيع قطعها بدون زاد فذهبو اليهم وماان وصلو عرفتهم اختهم وهم لايعرفونها كما تعلمون ان الصغار تضل الصور عالقه بعقولهم.
المهم عرفتهم ولن تخبرهم ثم اطعمتهم وضيفتهم احسن الضيافه وذبحت لهم فاستغربو مابالاهم مهتمين بنا وكانهم يعرفونا من قبل.
ثم اخذو ضيافتهم وستئذنو برحيل منعتهم اختهم واقسمت عليهم ان لايذهبو حتى يقومو بضيافتهم بمايكفي ثم نادت احدهم باسمه فندهش كيف عرفت اسمه ثم سالته كيف حال اخوانك فلان وذكرت له اسمائهم كلهم وقف اخوها ثم قال لها من انتي قاطعته وكيف مزرعتكم ساعتها عرف انها اختهم فلم يتمالك نفسه الاان سقط على الارض وهو يردد انك اختي ،نادت الثاني فجائها ولما نظر الى اخوه مطروح ارضا صاح باعلا صوته اهكذا تكون الضيافه. فتبمست ولم تجبه ثم اقترب الى اخوه ليسمعه يردد بصوتً خافت انها اختي انها اختي. التفت اليها واذا بها تكفكف دموعها فقال هل انتي اختنا الذي تركناكي هنا لم تاكلك الوحوش.
فقالت نعم انا هي حين يكون الحافظ هو الله فلايظرنا شي.
قام اليها واحتضنها ويطلب منها المسامحة وان تدعي الله ان يسامحهم واخبرها بما احصل لهم من بعدها .
قالت له هكذا تكون عاقبة الطمع.
(ولا يظلم ربك احدا)

الغرض من القصه انه يجب علينا تجنب الطمع كي لانقع بندم وان نعطي الارحام حقهم فلانحرمهن حقوقهن فيحرمنا الله من الجنه.

قلم الكاتب/توفيق المجعشي

اعذرونا على الاطاله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...