لقد كان للألمانِ رحلةُ ماحقٍ
على إثْرِ غزوِ الروسِ في ساحةِ البُرْجِ
فما عادَ منهم غيرُ عظْمٍ هياكلاً
كساها جليدُ الرقْصِ ثوباً من الثلجِ
--
ندىً لندىً وظنّي لا يخيبُ
جوادٌ وحدَهُ القلبُ الحبيبُ
سيُشعِلُ حُلمَنا الولهانَ نجمٌ
بعيدٌ من نواظرِنا قريبُ
--
تمرُّ قريباً من ضِفافِ شعورِه
كمِرودِ كُحْلٍ ظلّلَ الجفنَ مُرْهفا
وما بينَ جَفنٍ والظلالِ قصائِدٌ
تَحُلُّ محلَ البدرِ يوماً إذا ٱخْتفى
--
أَلِقتْ شعاعاً في مرايا نهرِهِ
وسرتْ به صُوراً تموجُ بسِحرِهِ
والنجمُ قطفةُ دُرَّةٍ في النهرِ ضاءتْ ...
دائماً طولَ الحياةِ بشعرِهِ
--
وكلُّ ٱتجاهٍ في الحقيقةِ خُدعةٌ
لتلكَ المجراتِ التي تلبسُ المدى
سأعشقُ زهْراتِ الصباحِ وعطرَها
كفانيَ من كلِّ المدى حبَّةُ الندى
--
ثقبْتُ يراعاً أكتبُ الشعرَ فيهِ من
بداياتيَ الأولى وصنّعْتُه نايا
وكنتُ إذا جُنَّتْ مشاعرُ خافقي
نفخْتُ به روحي وأسمعتُه آيا
--
على الرغمِ من إخلاصِها خانَها هوىً
وأحرقَ في دمعِ المرايا ظلالَهُ
وقد سامحتْهُ عن أسىً لا محبّةٍ
لكي لا ترى يومَ الحسابِ خيالَهُ
--
لا تَتْعبَنَّ سُدىً معَ الحمقى ولا
شيءٌ هنالكَ مُطلقاً قد ينفعْ
كالضفدعِ الجاثي على كرسي النُضارِ ..
يعودُ يقفزُ منهُ للمُستنقعْ
--
كانت له بالخيرِ أكثرُ من يَدٍ
تركتْ مدىً أثراً على الأبوابِ
قد علّقَ اللهُ بمِقبضِها له
ثوبَ السنى من سُندْسِ الأحبابِ
--
لا تتركنْ أحداً يُلوِّنْ صفّحةً
لك كنْ خياراً مثلَ ذاتِكَ أوحدا
أخشى عليكَ إذا ٱعتمدتَ خيارََهُ
ما كانَ يملكُ منهُ إلاّ الأسودا
--
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق