حملوا وحيدها قسرا لساحة النيران والحديد
ولم يرحموا أرملة تشكو وحدتها دون الوحيد
سفروه عنوة لمعركة ليتم تثبيت الملك المجيد
تحترق شوقا لكلمة لخبر لصورة لوحيدها البعيد
وترتعش دوما خشية أن يكون الخبر غير سعيد
كالمجنونة تتساءل: أهذه دراجة ساعي البريد؟
يتابط محفظة عجيبة: أخبار وأسرار وكل جديد
تقضي يوما هائمة تطل من وراء نافذة والحديد
تنتظر العودة لأرض أجداده وطن التاريخ التليد
دموعها تتساقط فتدعو المغيث الرجوع الوطيد
يهتز قلبها عند رن الناقوس ويتجمد حبل الوريد
تقضي ليلها تحلم : يرجع إليها فتفرح به كالوليد
فتحتضنه حتى تجف دموعها ولحبها له التاكيد
ويطمئن قلبها، كيف لا؟
وفلذة كبدها حل ركبه يتقاسمان العسل والثريد
ويترشفان معا قهوة العادة وعودة الزمن الرشيد
فشكرا يا ساعي البريد يا حامل رسائل كما نريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق