سحر الكتابة
عندما تكتب اكتب لنفسك ، لا تفكر قط بأحد كي ترضيه أو تتجنبه أو تقحمه في نصك عنوة. لا تجمع الفن بالهم الخاص ، تخلص من زخم المجتمع المكبوت ، والقارئ العابس الهازئ المعتوه الحاقد المانع الجامع القابع خلف العدم .
تخيل عالمك كله حكماء أنقياء نزهاء كي لا تحبط ، لا تتقوقع على ذاتك فتمحو كل حرفك وظرفك .
افرد جناحك وحلق عاليا إن كان فضاؤك رحبا سيسطع نجمك وتلامس الخلود وإن كان سقفك حديدا سيصطدم رأسك بالحواجز لذلك أدعوك لارتداء الخوذة وواصل حيث رسمت الأهداف ربما يحالفك رفيق أو صديق يصعد بك الربوة أو يهديك زورق النجاة إلى الضفاف الأخرى التي لم تطأها قدمك أو قدم الرقباء..
القاع حافل بالأحداث و الأطر و الشخصيات لا تبتعد عنه كثيراً لكن إن رغبت بالسباحة في الأعلى لك ذلك. أنت حر ،وأنا حر وهم أحرار ، اكسر القيود وانطلق حيث شئت ،حيث ترتاح و يبدع حبرك حروفا و قوافي ،حيث تشعر أنك فاعل قادر مناضل بالقلم والكلم و الالألغاز و الرموز و المجاز ...
التجربة عشها كاملة هائمة لإثبات ذاتك لذاتك لا للٱخرين إذ لا أحد سيهتم لوجودك بل يهتم فقط لرسم حدودك وقطع مدودك ، واستمتع أنك مجرب ،فذ ،شجاع معاند ،مناضل .
واعترف بجميل من مد يده للمساعدة و التصويب و لم لا التشجيع والتصفيق .
لا تعض تلك اليد أبدأ ، قبلها إن شئت فمن علمك حرفا صار لك معلما وصرت له متعلما فجازه كما تقدر الثمن و التثمين.
كن كاتبا أو شاعرا أو حكيما أو عالما أو مؤدبا أو واعظا لكن لا تنس أنك تتعلم من المهد إلى اللحد لا تتكبر أو تتجبر ،فالكبرياء في رحم الحرف انتحار للمعاني و الفن و الحياة .
أيها الساحر العجيب وحدك تصنع المشاهد و تبدع الصور و تقلب السمع بصرا ، فلا تتجاسر على شخصياتك وتتركها حبيسة مخيلتك ، انزل بها هنا معنا ، نتعارف ، نتواصل ، نبني صرح الساحر في حرم الكتابة المقدس .
برر وجودك في عالم الحروف ،وابذر كل الحكم و المعارف كي يعرف الجمع أنك تفكر فيعترف أنك موجود. وليكن وجودك نحت للخلود فالإنسان يموت والحرف يكتب له الخلود.
من سينكر بعد هذا سحر الكتابة و المكتوب.
سيدة بن جازية تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق