الخميس، 6 أكتوبر 2022

نهاية طريق بقلم علاء العتابي

نهاية طريق 

أبي متى سنصل إلى المستشفى؟ ألا تنزلني من على كتفك الأيمن؟ 
أرى ظهرك ينحني من حملي وانا تعبت أيضا 
لا بني لم اتعب مِن حملك ، ولكن حذائي ضيق!
بني أصبر ستصلها أجلًا أم عاجلًا!
ابي، وهل سيعطوني حقنه أخرى في ظهري؟
لا بني لن يحقنوك بعد بظهرك ، فقط يأخذون عينه مِن نخاعك الشوكي ؛ ليتأكدوا أنك شفيت تماما!
أبي هل تحبني كثيرا ؟
بني أنت قرة عيني،أنت بصري الذي أبصر به طريقي!
أبي ،إذا أنا روحك لماذا لا تقول لهم أن يحقنوك بدلا عني؟
يبكي الأب ولا يستطيع مجاراة أبنه بالكلام..... 
فكلام فلذة كبدهِ أصابتة بسهم المستحيل الذي لا يستطيع أبوه أن يسعفه...
نعم بني هذه المرة أنا أخذها بدلًا عنك و أحلق شعر رأسي و أزيل حاجبي........نعم بني هذه المرة
أبي،أنهض فقط هوينا سويًا الى الارض
بني لا تخف فقد عملت لك ظهري زحليقه كالمرة السابقه! ألا تتذكرها!
أصعد على ظهري ونلعب كمًا كنا صغار، أنا وأنت صغار ونبقى صغار......
نعم أبي أتذكرها جيدا كم كنت تفخر بي وانا امتطي ظهرك وأنت تقول : ماع 
ولكن أبي أخاف أن ألعبها ويخرج الدم من أنفي 
فأنا لا أتنفس جيدا . فمنذُ أن وضعوا تلك القطع القطنية المزعجة آلتي تُسد فتحات أنفي وأنا عاجز عن التنفس!
أبي متى أموت!
أبي، مالك تبكي
لا بني : أنا لا أبكي ، لا بني الله يحبك 
أبي لنشتري حلويات من ذاك المحل الصغير فقد جُعت ..
أصعد على ظهري ونغني ونطير بين زقزقة العصافير ورفرفة أجنحة الفراشات ،أصعد على ظهري لنمر بين تلك الزهيرات، أضحك بني أضحك ... 
مع ضحكاتك أنا أفرح ويفرح كُل من حولك ...
انظر إلى تلك الطيور كم هي تحبك وهذه الوردات تنحني حبًا لك ،فأنت صديقها وهي تحبك..

أبي أريد تلك علبة الملبس الحمراء و تلك علبة الكيك الصفراء و قنينة هذا العصير برتقالي اللون!
بني أطلب واشتري ما تحب فأنا معك. 
هيا لنذهب إلى ذاك اللوح لنجلس عليه ونأكل
نعم أبي كالمرة السابق
أبي ولكن طعمها هذه المرة يختلف عما قبل
لا بني نفس الطعم. تناول الأخرى ستجدها نفس الطعم! 
هيا بنا إلى المستشفى أصعد على ظهري لننطلق!

هل أسير به لموته ام لشفائه؟ 
هل أصبر على عذابه وشقائه؟ 
هل أسير به كل مرةً وانا حامل كفني بيدي؟

أبي هذه هي المستشفى وصلنا إليها ! دعنا نعمل الفحص سريعًا ونرجع إلى بيتنا ، فأمي قالت أنها أعدت لي طعامًا لذيذًا أحبه. 
هذه هي مرحلتي الاخيرة هذا اليوم!
أين غرفه الفحص اللعينة هذه؟ 
هل أضعتها أم هي التي ضيعتني؟ هذه هي هناك! 
ياليتها لم تكن هناك... وياليتنا لم نعرفها من قبل!

أبي أرجوك لا تدخلني إليها..أبي أنها نفسها هي غرفة إعطاء الحقن...
بني لا تخف كما قلت لك فقط يأخذون عينه الفحص!
سأنام على السرير واضعك بحضني لكي لا تشعر بشدة وجعها.
لا أبي، أنها تؤلمني!! لا أبي لا أستطيع تحملها 
اه أبي، اه 
أبي ظهري يحرقني
أمسك أعصابك يا عم لا ترجف بقوة لا نستطيع إكمال سحب النخاع وانت ترتجف فأن جسمه يرتجف معاك ايضا ! 
يا عم هل أنت معنا؟ يا عم مالك لا تحرك ذراعيك، يا عم اصح!
أظنه قد فارق الحياة فلم يستطع تحمل وجع أبنه 
أبي أنهض أبي..... أبي لا تموت!
أعدك لن أتألم وابكي مرةً اخرى فقط انهض يا أبي
أبي أصح لنخرج إلى الحديقة نلعب معا يا أبي
أبي... أبي... أبي 

علاء العتابي
الولايات المتحدة الاميركية 

كتبتها الى كل اب عاش معاناة هذا المرض الخبيث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...