السبت، 1 أكتوبر 2022

لحظات مع الأكذوبة بقلم حسين حطاب

٠٠٠٠ لحظات مع الأكذوبة 
تغريدات غريبة أغرب من كاتبيها ، وتصريحات عجيبة أعجب من أصحابها ، وإعلانات تدعو للسخرية من البشرية ، ومقالات صحفية تنشر يوميا تتحدث بعمق عن لسان السياسيين بشأن السلم والسلام ، تلك هي الروايات التي إعتدنا عليها يوميا .
نحن من ندرك ونعلم أن الإستقرار منعدم والسكينة مرتعبة والأمان مشنوق وأحوال الشعوب خالية تماما من الهدوء والصفاء والإنسجام بين الطبقتين الحاكمة والمحكومة مجرد كلام بين الشفاه يتغنى به من اجل البريستيج ، وهل يعلمون ان بداخل أنفسنا الكدر والإرهاق ، يحفنا الإزعاج ، نتلحف المنغصات ، وصرنا ندق في حياتنا الفشل والإخفاق نهوى نحو السقوط بلا نهوض ، والألم يدحض الأمل والمحن تخنق المنح ، إلا أنهم في كل مرة يطلون بإطلالة الشفقة خائفين على مصير الشعوب التي تلاقي المعاناة .
عجبا لكم أيها المستمتعون بعذابنا ، انتم في فرش النوم هادئون تعيشون المتعة والرفاهية تتغنون أمام الملأ بالدفاع عن حريتنا وأمالنا عيشنا وصحتنا ، أتظنون السامع أحمقا لا يعرف ما يدور في دواليب النظام ودهاليز الخفاء ، او أنكم فعلا تهتمون لأمور غيركم ، وتسمعون أنين المجروحين ....أبدا .
لو فعلا تشمون رائحة المعذبين والمحرومين لما أكثرتم من التصريحات الواهية التي أصبحت لا قيمة لها عند عامة الناس .
إن القهر الذي يلاقونه لهو الدافع الأكبر على صبرهم وعزائهم الوحيد ، إنكم إن ظننتم أننا نصدق أقوالكم فقد خسرتم مكانتكم التي تتمنون دوامها و وقاركم الذي تظهرونه .
خذلتم الشعب حيث تركتموه وحيدا يعيش أوهام سلمكم وسلامكم ، أخفقتم وخاب رجاؤهم فيكم ، تتنافسون على الكراسي بشتى الوسائل ، تصرحون علانية على أن الفوز ما هو إلا خدمة للوطن والمجتمع والإنسانية ، ولكني لا أفسر ذلك العذاب المدمر والخنادق التي أصبحنا نعيش فيها ، والهموم التي تكدر صفو حياتنا ، والشك الذي يساورنا والغموض الذي يحفنا إلا بالإنغماس في التشبث بمصالحكم ورفاهية حياتكم ومتعة أيامكم وكفى ومن بعدكم تشتعل النيران وتزلزل الأرض وتنطبق السماء على رؤوسنا .
إن خذلانكم لنا اصبح كاليوم بلا غد وأرض بلا نبات وسماء بلا مطر وحرية بلا كفاح وفائدة بلا سعي وعلم بلا تحصيل أم تحسبون أن أكثرنا لا يسمع ولا يعقل أو تظنون أننا كالأنعام تقاد إلى حيث تريدون بل لنا قلوب نفقه بها وأعين نبصر بها وأذان نسمع بها وروح نحيا بها وأنفس نشعر بها ومن يهين شعبه فما له منه إلا القطيعة السلمية ، وتلك هي الحقيقة المرة أصبحنا نرى ما تقومون به ما هو إلا سراب في يوم قائض بصحراء لا حدود لها .
إن كل أعمالكم التي نعيشها هي كرماد عصفت بها الرياح بشدة .
من فطرة الإنسان يفقه ما يجري بمحيطه ، له القدرة على المعرفة والتميز والتحليل خاصة وهو يعيش عصر الإنفتاح و واقع العولمة يقبل ما هو نافع ويرفض ما هو ضار .
اما من ينادون بتخلصينا من كل ما يعيق مسيرة الإعجاز ويتسامرون في الخفاء ولا يبالون بم يحدث لغيرهم فإنه لا يمكن الوثوق بهم .
والمحافظة على السلم والسلام لا يكون إلا بالإبتعاد عن العوامل المؤثرة على نكس السلام و العمل على تحقيق الوعود بطرق يتبع فيها منهجية سليمة سلسة خالية من العراقيل .
بقلمي / الأستاذ حسين حطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...