إهدأ يا حبيبي ولا تعتقد أني جاهلة فقد صرت إمرأة بالغة وإن روحي لم تطلب فراقك لأنك نصفها ولا سئمت بآبئي النظر إليك لأنك بصرهما .
إن القدر قد نفذ حكمه علي أن أصطدم بالواقع وأمشي مقيدة بالقضاء على موانع دنيايا مثقلة بالحواجز ، أنا هاهنا أكتب لك آخر رسالة وهناك وراء ارواحنا الطاهرة قوى كفيفة بكماء تعانق الشر والرذيلة سعت جاهدة لتفرقة قلبين ، تتخذ من منهاج الشيطان أساليب التمويه تحطم به الأنفس النقية التقية ، تشيد بأيدي عبدة الشيطان سدا منيعا بيننا .
من أجلك صرت احارب الوهم والظل ، اصارع الخيال والأشباح داخل المنزل المبني بجماجم الفرائس وعظام الأموات ، وقوى خارجية التي صنعتها الشياطين وجعلتهم ولاة متسلطين على ارواح المحبين قد جعلت حياتي مثقلة بعقبات الكدر مكبلة بقيود الأعراف معلقة بأنياب الإحباط .
أريد أن أصرخ صراخا تهتز له النجوم لكن عظم الصمت يوكزني فيسكت لساني أما الشفاه التي عهدتها يقطر منها رحيق الكلام قد عاقبها اليأس و أصبحت مطبقة مشلولة .و كل ما يمكنني قوله لك هو أني منفعلة وخائفة ان يحدث لك مكروها وتقع في كمائن الذين نصبوا لي الفخاخ ومسكوني ،فهؤلاء يشبهون النسائس ينشجون فرحا بالطريدة من غير إنتحاب ينشرون الذعر في القلوب .
إن الذين تتلمذوا ونهلوا من مناهج الشيطان قد صاروا يعلمون بقصتنا التي فاقت الخيال والأقلام وتملكتهم الغيرة والحسد ، أحبوا الإنتقام لأني ما سمحت لهم أن ينالوا ما هو مرغوب في الأنثى ، حتى أنهم ركعوا أمامي لتقبيل قدمي وما كنت لهم إمرأة تهوى الشهوة والنزوات .
وما لا تعرفه يا حبيبي أن الشكوك تراودهم والظنون تلهب أفكارهم والهواجس تقتل فيهم كل نبض يستشعرون به اللقاء متلاعبة بأذهانهم ، وقد نصبوا نواظرهم في كل مكان تحرس تحركاتي وترقب خطواتي حتى صار التجسس يزحف ورائي يلازمني كالظل ، وأصبحت أشعر بأن حياتي التي أتمسك بها والدروب التي أهوى السير عليها مفخخة بالكمائن و بواصر تحيط بي من كل جهة تترصد أخباري ، وسهام من الأصابع مصوبة نحوي ، ومسامع تسرق همس تأملي وتدبري.
لست مظطربة ولا مرتعبة ولا خائفة عن نفسي من المتربصين لعثراتي والمتشبعين من مقررات الخناس والمؤيدين لحب الغيرة والحسد ولا مهتمة بأولائك الذين نصبوا حبال الشرك و سجنوني في مكاره الدنيا ، لأن القتيل لا يخش الطعنات ، ولكنني محبة يقتلني الخوف لأجلك عدة مرات وانت طليق كشعاع شروق الصباح ينثر دفئه عل شرفات المنازل وقلوب الحائرين أن تسقط في مكبلا مثلي في حبائل الصيد فيمسك بك الهم الجائع بمخالبه ويكسرك بمعاقفه .
أنا لا تهمني غصات الدهر ولا يخيفني نكده قدر ما أخاف عليك لأنه أمطر صدري بوابل من الضربات المتتالية . مازال المشوار أمامك طويلا وهذا ما يجعلني مرتعبة عليك وأنت في ذروة العطاء أن تسقط في حفر الكمائن وتصدك عن مواصلة السير نحو القمة الشماء هناك في الأفق حيث تلامس الهدف المطلوب والغاية المنشودة ، والمستقبل فاتح صدره ، باسط ذراعيه ينتظرك مبتسما بإحسانه وأفراحه بعزته ورفعته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق