** بعد أن بدأ قرص الشمس الذهبي يفقد استدارته على الأفق الغربي شيئا فشيئا .. و هو يغوص في الغمام المسفوح بالاحمر .. مؤذنا باشتعال الشفق .. أصبح للأشياء ظلال من غبش المساء .. مرسومة على التلال .. هكذا ، ايذانا برحيل يوم ، كانت شمسه شاهدا على ما فيه من صخب و نصب .. و عودة الاطيار الى أعشاشها .. و شويهات و رعاة الى مهاجعها . . و عودة عاملين منهكين الى مآويهم ، هكذا شاخ ذلك النهار بشمسه اللاهبة .. و آذن بالرحيل .. على أمل بيوم جديد ..
** ها هو تشرين ، يدخل مسرح الطبيعة ،، و برياحه يداعب أوراق الشجر ،، فترتجف الاوراق و تتساقط بعد أن اصفرت و خلعت ثوبها الاخضر ، فتنزل من عليائها الى الرصيف و تلونه بالصفرة .. صفرة الموت و الذبول ..
إنها دورة الحياة و الموت .. و تبدل المواسم ..
** بالأمس التقيته بعد غياب طويل .. راعني انحناء قامته بعد أن كان فارع الطول .. و تأملت وجهه فرأيت وجها شاحبا ، و خطوطا تركتها تداول السنين .. و رأيت بياضا قد كساه في ما تبقى له من شعر .. ايقنت عندها ان شبابا غضا قد ارتحل ، تحت وقع السنين ،، و أن للزمن دورته ،، و أن البدايات تحمل في سرها حكم النهايات و قدرها ..
و هكذا هي الحياة ..
خريف العمر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق