الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

حكايات أبو سفيان 2 بقلم محمد فتحي شعبان

 ( حكايات أبو سفيان ) 

                                2

بقلم / محمد فتحى شعبان 

أدع رأسى تسقط فوق الوسادة لكنه ليست وسادة خالية مثل وسادة عبد الحليم ، حين تسقط رأسى فوقها تأتى الأفكار والأسئلة يتبع بعضها بعضا ، لكن هذه الليلة لا افكار يبدو أنها هربت أو وقعت فى عشق رجل آخر ، أريد أى فكرة تصلح للكتابة لكن كنت كمن يحاول صيد السمك فى رمال الصحراء ، ها هى فكرة 

مشهد عادى 

حدث التعارف بينهما عن طريق الخطأ ، يتصل بصديق له فجاء صوتها على الجهة المقابلة ، حين سأل عن صديقه أخبرته أنه إتصال خاطئ ، لكن طلبت منه فى جرأة أن يحتفظ برقم هاتفها إن أراد الأتصال بها بعد ذلك، أنهت المحادثة ، كلماتها تدور فى رأسه ، سجل الرقم بلا أسم .

مشهد عادى أيضا 

تدور بين غرف البيت الصامت ، كل شىء كما هو لا يشعرها بالحياة فى هذا البيت سوى مواء هرتها ، إلتصاقها بها يشعرها بالدفئ ، ملامح وجهها لا توحى بسنين عمرها ، أرتفع صوت هاتفها ليحدثها إنسان لا تعرفه ،ردت ببعض كلمات سريعة لتترك محدثها فى حالة من الحيرة ، تعبث بالهاتف قليلا ثم تتركه ، تقف فى شرفة المنزل وتنظر إلى اللاشئ .

مشهد آخر

أصوات مرتفعة فى غرفة الاستقبال توقف تتابع الأفكار ، يأتى ذكر اسمى فأتصنع النوم حتى أستطيع استكمال القصة ، أسمع صوت طرقات على الباب ، أنا المطلوب بالتأكيد .

إستكمال مشهد سابق

أعود إلى غرفتى وقد طار النوم من عينى ( يا سارق من عينى النوم وفى كل دقيقة مصحينى وبقالى كام ليلة ويوم  يا سارق النوم من عينى ) لم تكن بالطبع حالة من العشق ولكنهم يتسببون فى إزعاجى وقلقى بأصواتهم العالية ، أنظر فى جدران الغرفة لعلى أجد كلمات عابرة لكن الجدران صامتة ، أمسك بكتاب ( مواطنة متلبسة بالقراءة ) لغادة السمان ، تتمتع بأسلوب شيق جدا فى الكتابة ، فقد أعيد بعض الجمل أكثر من مرة لأستمتع بكلماتها ، الأفكار ما زالت هاربة ، أكمل القراءة فى الكتاب حد اللاشعور بأى شىء حولى ، لم يوقظنى سوى ولدى الصغير على صوت تفجير بالون بجوارى ، فجعت فضحك بشدة وانطلق جريا فى البيت . 

عودة للمشاهد الاولى 

مر يوم ويومين وإذا به يتصل بها ، لا يدرى ماذا سيقول ولكن شيئا ما يدفعه لمحادثتها ، يأتيه صوتها فيرتبك ، ماذا سيقول ، يلقى تحية ثم يصمت فتحدثه هى ، يبدأ فى الأجابة على بعض الأسئلة التى تلقيها ، تنبسط تعابير وجهه

فيحكى كأنه كان فى حرمان من الكلام ، يتبسم وجهه ويدور فى غرف المنزل ممسكا هاتفه يكاد يغنى مع عبد الحليم ( كان يوم حبك أجمل صدفة ) 

نفس المشهد لكنها هى بدلا من هو 

انتظرت أن يتصل بها فى اليوم التالى لكنه لم يفعل ، جاءها الاتصال فى اليوم الذى يليه ، كانت كعادتها تقف فى الشرفة ناظرة إلى الفراغ تمر جميع الحكايا برأسها ، أمسكت بهاتفها ثم بدأت بالحديث شعرت بأرتباكه فأخذت بزمام المبادرة ألقت عليه أسئلة كثيرة وهو يجيب ، لم يسألها هو فقط كان يجيب ، عرفت عنه أشياء كثيرة خلال أجوبته أنهت المكالمة ثم عادت إلى النظر فى الفراغ 

مشهد 

أنتهت المكالمة فجأة ،صمت كل شىء ، توقفت الطيور عن التغريد وتقف الناى عن البوح بمكنون قلبه ، لم يعرف عنها شيئا رغم أنه اخبرها كل شىء عن نفسه ، لم تخبره حتي بأسمها ، ها هى تلك المجهولة تأخذه من عالمه إلى أين لا يدرى ولكنه يعجبه الحال .

مشهد 

أعتذر قد ازعجتكم بكثرة المشاهد ولكن الحياة ليست سوى مشاهد عابرة ، وحياتنا تتكون من بعض تلك المشاهد أنا وأنت وهم ونحن مشاهد عابرة وغالبا سننسى فلا يتذكرنا أحد هذه هى الحياة فلا تنشغل بها ، اتوقف عن الكتابة أعود لاستكمال قراءة ( مواطنة متلبسة بالقراءة ) عالم الحرب والحب والأطفال وقراءة فى كتب كثيرة لأدباء وكتاب مختلفين فى المشارب والاتجاهات ، أعود لألقى برأسي على الوسادة لكننى هذه المرة أذهب فى نوم ليس بعميق فالأسئلة قد عادت لعشقى مرة أخرى 

يتبع بإذن الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...