الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

حبر ورق بقلم سلمى العزوزي

حبر و ورق .

وتبقى قصة الحبر والورق قصة عشق أزلية 
قصة آدم وحواء .. حقيقة العبد وربه .. قصة أنثى وشعور الأمومة .. قصة ذكر وشعور الحماية .
الحبر والورق ثنائي يموت أحدهها في غياب الآخر  
ما بينهما تولد حكايات وتجهض أخرى .

يحدث أن يكون معدن الحرف رصاصا ينسج غزلا رمادي اللون قاتم الشعور .
ويحدث أن يكون من ذهب يصيغ عقدا يشع نور البهجة وشروق السرور 
يحدث أن يكون زفرات شوق وحنين تضخ الحياة في صمامات الورق ..

أن تصنع منه حبل حقد وغل وتوعد يبلغ تراقي الرقعةويلتف السطر بالسطر فتكون الوفاة بنقطة نهاية

أحيانا ينساب الحبر حبات كريستال ترصع به ثوبك المنسوج من أبجدية واقعية.

ومرات سيل فضي يجرف معه شخصيات وددنا اكتسابها بدواخلنا فتبلل بها فخار الحرف لتخلق منه نصا خياليا من طين يعوضك عن عقم الواقع .

بعض الحروف تكون دخان سيجارة من شهيق عميق يوقظ هلوسات دفنت منذ زمن بعثت بصعقة ذكرى 
لثقذفه زفير خاطرة أو نص نثري يتيم ، 

وغالبا عن الخفقان في نحت تحفة فقدت انسجامها بين الحرف والفكرة والشعور تحرق جسد الورق وتمزقه بكل سادية كما تسحق عقب السيجارة بحدائك لعدم استطاعتك تعقيم دواخلك من ألم أو بوح ما ، أو إحياء رأي متفرد لايؤمن به سواك وربما لحظة فرح و سلام لم تقاسمها مع أحد فتبقى جثة هامدة لم يسعفها لا حبر ولا صمغ ولا زعفران .
ويبقى الحبر دم والورق شريان 
والحرف لاجئ والصفحات أوطان .

سلمى العزوزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...