أعوام بيننا أشرقت خلالها الشموس
أينعت في ظلها الحروف
اشتدت أغصانها وأورقت
مسافة عارية بيننا
أدركت فيها التليد
و أن الحكماء فقراء
جثيت رؤوسهم للمعرفة
أراهم يقولون هل من مزيد
انحنوا إلى الأقلام تواضعا...
وٓرٓقي كان قبل أن أكن
يترقبني، يدعوني أن أكون
مخزونا من المطامير
وقلمي عصا أهش بها الوخز
حين يفيض حبره
ينتشي به الرجال والنساء
حروفه تأخذهم إلى السماء
هو نهر يفاجئ البحار
هلال يفاجئ الشموس
حذار لا تقربي
كالنار هو
أعدت إلى ابراهيم
بيني وبينك أطوال زمان
افتحوا الأفهام
واقرؤواما خلفه
الغدير النابض
الماء الغامر
اغتسلوا فيه
لست حكمدار خائنا
بل حكمة دار
زمن الثرثرة عندليب يغني
هوى على البحيرة
أدرك وجهه المنقط
وجه الحروف النورانية
نرسيسا يُبصر وجهه
الممرّغ في النقص
فيجري يسابق الربيع
يستزيد منه عبق سيدة
حين أشرقت في الأفق
مشى الحرف يتبختر
كحب الرمان يوقد الخدود
فتستريح الأنفس وتستكين
تقصُّدي شاهد على القول
لست حكمدار خسيسا
بائع أوطان في سوق النخاسة
ولا عرافا يبشّر بالخمول
قلم حاكته سنين العطش
فارتوى من الشمس لا من النجوم.
حاتم بوبكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق