هطلَ المطرْ هطلَ المطرْ . ذهبَ الجفاءُ المُستَمِرْ
فتسللَتْ في رقَّةٍ ................ أسرابُ غيثٍ مُختمِرْ
وتدفقتْ أنفاسُها ................ في فجرِ يومٍ مُعتَبَرْ
فتبللتْ أوراقُها ................... والرملُ هلَّلَ والحَجَرْ
وتسارعتْ في غبطةٍ ............ قطراتُ ماءٍ تنهمِرْ
فتَسُوقُ من خيراتِها .......... سعدَ العِبادِ وما عَمَرْ
قد داعبتْ وجناتِنا .............. واحتجَّ أعماقُ الشَّعَرْ
وابتلَّ ثوبٌ واثقٌ ............. وتزَحْلَقَ القاسي الحذِرْ
من طينِها أدرانِها .............. والثوبُ يبكي والدُّثُرْ
وجداولٍ في خِفَّةٍ .......... سقتِ الرَّصيفَ وتنحدِرْ
أنقتْ سواداً وانتشتْ ............ وتألَّقتْ مثلَ الوترْ
لكنَّها قد أنشأتْ .................. بِرَكاً تجوسُ وتستَقِرْ
كم منزلٍ قد أغرقتْ ............... في حيِّنا منْ يدَّكِرْ
هذا المخيَّمُ قلعةٌ .......... يحظى بها مَنْ قد صَبَرْ
رغمَ المواجعِ اللظى ....... وتقاعسِ الجاني الأمرْ
من جوقة الأممِ التي ............ باتت تصلي للبشَرْ
واللاجئين وظلمِهم ....... منْ ساسةِ العصرِ الأغرْ
سبعونَ عاماً قد مضتْ ...... بين المخازي والغَرَرْ
قد أُبعدوا عنْ أرضِهمْ . والكونُ أمعَنَ في النظرْ
لم يُحدثوا أمراً لهمْ ............. كي يستعيدوا ما دُثِرْ
أو يُقلِعوا عن ظُلمِهمْ ....... باسمِ الكثيرِ منَ النُّذُرْ
أنَّ الخِزانةْ أفلستْ .......... والعجزُ قد صاب المَقَرْ
تَقْليصُ ما تُعطي الأممْ ...... مِن قلَّةٍ تُبقي الكَدَرْ
خدماتكمْ قد أُذبلتْ ....... حتى تمادتْ في الصِّغر
مَنْ يسعفُ العاني الذي .. باتَ الغريقَ المُكفهِرْ؟
حتى يعودَ إلى الوطنْ ....... فالحقُّ يبقى كالقمرْ
ما دام يحملُ معولاً ........ يبني الطريقَ المُنتَصِرْ
شحدة خليل العالول
٠ تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق