الشاعر السوري فؤاد زاديكى
قبل بدء البابا فرانسيس، زيارته للبحرين اليوم الخميس (الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر) أعطاها ما يشبه العنوان بقوله إنّها "زيارة من أجل الحوار". وفي قدّاس مفتوح أقامه يوم الثلاثاء أشار البابا إلى الحوار مع المسلمين، وقال إنّه في زيارته الـ 39 إلى الخارج سيجتمع "مع الكثيرين من ممثلي الأديان وخاصة المسلمين منهم". ويتعلق الأمر بالنسبة إليه بالسلام حيث العالم بأمسّ الحاجة إليه, واللافت في زيارة البابا إلى البحرين أنه سيشارك في "ملتقى البحرين للحوار- الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، والذي يُعقد تزامنًا مع زيارته.
من هنا نقول وكلُّنا أمل أن تنفتح العقول قبل العيون لدى الجميع كي ينيرهم نور المحبّة و يدفعهم للعمل من أجل السلام و من أجل تقارب الشّعوب المختلفة الأديان و المعتقدات, فهذا أمرٌ ضروريّ و حتميّ سيكون فيه صالحُ الجميع ونأمل ألّا ينتهي هذا الملتقى كسابقاته بدون أن تكون له نتائج إيجابيّة فما لاحظناه من اللقاءات السابقة بين رجال الأديان المسيحيّة و الإسلاميّة أنّ لا شيء تغيّر فقد بقي العمل بالموروث الفكري العتيق فاعلّا وبقيت نتائج تلك اللقاءات و الحوارات حبرًا على ورق. في هذه الزياة قلتُ:
نَرْجُو دَوَامَ الخيرِ لِلبَحرَيْنِ ... ما كالَ في عَدلْ بِمِكيالَيْنِ
النّاسُ فيهِ خالَطُوا أديانًا ... عاشُوا على حُبٍّ بِلا تَخْوِيْنِ
هذا مِثالٌ يُحْتَذَى في شَرْقٍ ... ظلَّ المُعانِي مِنْ أذًى مَجنُونِ
رُوحُ انفِتاحٍ في قُبولِ الغَيْرِ ... رغمَ اختِلافٍ بِالرُّؤى والدِّينِ
يَحيَا سلامًا نابِذًا أحقادًا ... يَبني بِناءَ الخيرِ في تَكْوِيْنِ
شَعْبٌ نبيلٌ وعيُهُ إنجازٌ ... قد جاءَ وَأدَ الكُرْهِ في تأبيْنِ
اللهُ ربُّ الكونِ أعطى نُورًا ... حتّى نَعِي ما النُّورُ بِالمَضْمُونِ
يا مُلْهِمَ الحُكَّامِ حُلْمًا صُنْهُمْ ... والشّعبَ, وَفِّقْ منهجَ الاثنَيْنِ
في مَنطقِ التّنويعِ نَفْعٌ مُعْلٍ ... مِنْ رِفْعَةِ الإنسانِ, ذا يَعْنِيْنِي
مَنْ مِنْكُمُ اِختارَ دِيْنًا حتّى ... يَسْعَى لِطَعْنِ الغَيْرِ بِالسِّكِّيْنِ؟
أديَانُنَا مَفْرُوضَةٌ فَرْضًا عَلَيْ----------نَا ما لَنَا رأيٌ بِذَا التّدوِيْنِ
(بَابَا) يَزُورُ الشَّرقَ هذا فيهِ ... مَعنًى, فشكرًا دولةَ البَحْرَيْنِ
نَرجُو لِقاءً نافِعًا مَحمُودًا ... يَرْمِي لِدَفْعِ الحُبِّ بِالقَلبَيْنِ
أنْ يَنتَهي كالغَيْرِ مِمَّا كانَ ... ما مُبْتَغًى, يُنْسَى الهَوَى بِالحِيْنِ
ما دائِمٌ, ما فاعِلٌ إذْ يَبْقَى ... مَورُوثُ أفكارٍ لِيَومِ الدِّيْنِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق