شبَّ الحريقُ وأغْمَضَتْ عَينُ الحياةْ // وتسوَّرَتْ أحزانُنا كلَّ المَعَاني والجِبَاهْ
وتراجعتْ كل الأغاني والطُّقوسْ // وتمرَّدتْ فينا المآسي ألفُ آهْ
وتحيَّرَت كلُّ الحنايا والعقولْ // حتى تساوتْ والسرابِ ومَنْ سواهْ
وتراكم الوجدُ المُقفَّى كالطُّبول // وامتدَّتِ الأنفاسُ تروي ما تراهْ
في حُرقةٍ تنسى الحياةَ والوُجودْ // وتغوصُ في قلبِ المآسي مِنْ أساهْ
وتحجرتْ منا المآقي والدُّموعْ // والقلبُ يأوي للأنينِ يَرى خُطاهْ
أطفالنا تجتاحُها نارُ الحريقْ // من غيرِ نورٍ أو بريقٍ للنجاةْ
لم يعرفوا مِنْ منقذٍ يطوي اللظاءْ // نحو السماءِ تسمَّروا نحو الحياةْ
أصواتُهم ضاعتْ ولم تلقَ المُجيبْ // وتفحَّمتْ أجسادُهم والرأيُ تاهْ
والناسُ من خلفِ اللهيبِ بلا طريقْ // يُنهي العناءَ ولا رفيق سعتْ يداهْ
مِن شُرطةٍ أو منقذٍ مِنْ غيرِ شيءْ // حتى السلالمُ والمياهُ فلا أداةْ
هذا الحِصارُ قد أناخَ مِنْ يريدْ // لأمَ الجراحِ وأدهشَ الدنيا لظاهْ
هم يقتلونَ نساءنا مِنْ غيرِ ذنبْ // باسمِ الحصارِ وللجريحِ في حماهْ
أين العتادُ لمنقذٍ يبغي الجهادْ // مِنْ أجلِ كبحٍ للحريقِ وما تلاهْ
منعُ العتادِ جريمةٌ تُدمي العيونْ // تثري المرارةَ والشجونَ في ثراهْ
كلُّ المبادئِ ضُيِّعتْ صعدَ الظلامْ // في عالمٍ للأقوياءِ وللسُّراةْ
أما الضعيفُ فلا يُداوي ما يقولْ // يبقى الأفولُ والثبورُ لما يراهْ
وتجمَّعتْ أجنادُهم حولَ الذَّميمْ // مَنْ قصَّ أرضي والذراري والمياهْ
مَنْ داس عِرضي في ثباتٍ في شُموخْ // مَنْ هدَّ بيتي والسواري في رُباهْ
والكونُ يدري حقنا هذا السليبْ // والظالمُ المفتونُ يجرى في مناهْ
لكننا شعبٌ عظيمٌ لن يموتْ // بالسيفِ يحيا والثرى تروي دماهْ
*حريق جباليا واستشهاد 21 من الأقرباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق