أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
دهشتي أكبرُ منَ الآفاقِ
وصرختي لا يتَّسعُ لها الكونُ
والدمعةُ تغمُرُ السماءَ الثامنةَ
ركضتِ الخيبةُ في عروقي
واحتلَّ الوجعُ أركانَ قلبي
وتهاوى الحلُمُ على هشيمِ نبضي
أنا أصغرُ من هزيمتي
أقصرُ من اختناقي
أكبرُ من جرحي
الشمسُ تثملُ دربي
الهواءُ ينتصب مارداً في صحرائي
والرِّمالُ تعضُّ ينابيعَ تعرُّقي
الضُّبُ لا يمدّ لي يدَ العونِ
العِربيدُ يضمِّدُ آهتي
والذئابُ تثِبُ على وهني
رباهُ !!
لم اتعمَّدِ الخروجَ عن الصَّمتِ
أردْتُ فقط رغيفاً منَ النَّدى
إبريقَاً من الطُّهرِ
شمعةً من الحرِّيَّةِ
كنتُ أطمحُ أنْ أصافحَ القمرَ
وأنْ أضمَّ لصدري شغَبَ المطرِ
لا أطمعُ بقُممِ الجبالِ
لا أطمحُ بامتلاكِ الأجنحةِ
لا أعارضُ أن يكونَ القاعُ لي
لكنَّ الثعالبَ نهشتْ بابَ داري
والضَّواري سدَّتْ عليَّ نوافذي
وجدرانُ بيتي بدأتْ تكشفُ عورتي
سالَ لعابُ الضَّبعِ
واستيقظتْ شهوةُ الأسدِ .
مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق