أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
يتأمَّلُني الجدارُ
يمُدُّ عنُقَهُ من نافذتي
يبصرُ جدراناً أعلى منهُ
يقفُ أمامي باحترامٍ
ويؤدي ليَ التٌّحيةَ
كان الجدارُ غمَاماً
سمَحَ للحمَامِ أنْ يبلِّلَ مناقيرَهَ
سخطَتْ عليه السَّماءُ
فساقتهُ تحتَ الأدراجِ
وشادتْ منه زنزانةً
راقبتْ نزيفَ المعتقلِ
وحلَّلَتْ رعشةَ الكتمانِ
بالدمِ العنيدِ
زجَّ الجدارُ بالأقوياءِ
نكَّلَ بالصَّابرينَ
وضايقَ الأملَ
نتفَ ريشَ الحلمِ
استعبدَ السُّوطَ
واستخدم الجلادَ
فاعتمدتْ تقاريرَهُ الأضابير
وصار مرجعية القضاة
كُتِبَ
على بطنِهِ كتب دستور البلادِ
ونُقِشَ ميزانُ العدلِ .
مصطفى الحاج حسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق