أيّها الجو
المطر مع السحاب
والريح يضاجع مدينتي
وانا مع الحب
كالخريف مع المطر
متى تشاور
الرياح مع الغمام ؟
وحبيبتي ما زالت
ترمرم عينيها وتؤكد لي
انها لم ترى شاب بملامحي
هكذآ توقظ في منامها
وتتخيل أنها لو كان العالم
جميل مثل جمالي ولطفي !
فالجو ليس مبهم للجميع
إلاّ عند الشعراء والكتاب
والعشاق الذين يعترفون حقاً
بانهم ليسوا بشر فقط
بل كرجال الريبوتات
يفعلون ما لا يتوقعه العالم
وكأن الإبداع لا تمطر
إلاَّ في منازل الشعراء
والكتاب
أيها الجو انك لا تعلم
أن المطر مستورة
في بيت السحاب
وأن العاشقة مسكنها
غرفة العاشق المفنن
هذا يعني أن الجو مخادع
ربما سيأتي عاصفة
بسرعة البرق
فلمن هذا التعبير
الذي يسقط قطراتها
على مفاجيع الوجدان
أطرح ألف سؤالا
هل الجو مخادع حقًا ؟
لا يكفي التحليل والبحث
عن مواطن الجو
سأبقى اراقب الرياح
وأسند جسدي
على ظهر الصيف
في إنتظار أن يأتي
وشاح الهواء طائرا
في سمائي
سأحيا في ضلوعك
أتعذب بملذات الهواء الرطب
وأهجر صبايا المعادن
سأسكن في غمامك
ممددا اتوزع
على وتر جسدك
المخلوطة بهزيج من الهواء
العذب
ومع رنين الساعات المتأخرة
سأغفوا وانا في غفلة
من السباح في البحار اللامعة
هل يكفيك هذا
أيتها الساحرة ؟
ويا عقود الغرام
والهواء الرطب
تحت سحابك وطني
ومدينتي الخضراء
مشيدة بالأعمدة الفولاذية
والقلب لا يعرف
سوى مضاجعة هوائك
ونسائم الرياح القادمة
من البلاد الإستوائية
فلا الجو يعرف حدا للمواسم
ولا الهواء يعرف حدود المدائن
والقرى المشيدة بالحطب
فأمطري يا وطني
سحابك متيم وميت بالعطش
وعلى سراب الجو والصحراء
أمطرت أمطاري
في خريف العمر
والليالي الإستثنائية
في عالم لا حدود للعشق
إلاَّ من كان خائنا
ومن كان يجهل
معنى تلك النوافذ
التي لم تقع عليها النظرات
الساحرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق