الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

رسالة منها بقلم إدريس بندار

رسالة منها ... بقلم إدريس بندار =====================
وصلتي رسالة منها: 
رفيقي : كيف تعيش وسط برك من قار في مدينة كنت مستاء منها في كل حديثنا ؟ كيف تكتب ؟كيف تحلم ؟ المهم هو أن تفتح صدرك فضاء كي لا يضيق ،تصبح على وطن . الرفيقة هدى ..في انتظار ردك تقبل تحياتي ....
ما أحلى ان يستمر هذا العناد في عناده ،ما أحلى ان تكبلك رعشة الفتنة الحبلى بالقلق اليومي ،شاعر انا بشهادة الأطفال الحفاة العراة ،شاعر أنا بشهادة امرأة قديمة أحببتها قالت لي يوما :
ـ قلبك سرب حمام في انشطار الأماني يرسم بسمة طفلة معاقة .شاعر انا بشهادة أمي الحافلة بالتوهج الحلاجي .
 في هذا الليل العقيم ،لا شيء سوى رسالة هدى نوار ووسائدي تجمع بعض قلبي ،مللت النوم الشبيه بلحظة انمحاء عارمة ، انتفضت واقفا ، حملت القلم ومارست حقي في الحلم :
... رفيقتي هدى : وصلتني رسالتك هزني الشوق كي افرش الفضاء شموسا أسطورية ،كي أتملى وجهك في عري الليل الصامت ، كلماتك أرخبيل مجنون ،حملني إلى اكتشاف ما توارى خلفي ،وأنت الفاتنة في دمي المنساب ، أنت الآن بين يدي ترتعين من واحات المكان ، تشربين من عري الندى كؤوسا من أرقي ،تركضين خلف الفراشات الجذلة في عروقي ،وبغداد تشبهك تماما ، مشردة في عنفوان الكلمات ، بغداد تاريخنا الذي يلبس في عري حكامنا لباس الدنس ،لا تسألوا من يغسل يده بالنفط عن معنى النظافة ،لا تسألوا من يغتصب عذرية العروبة عن معنى الكرامة ،اهدئي بغداد ستقتص لك ، إخشيد هناك يتأهب لإصدار الحكم ، ونحن هنا نصلي عليك في الفجر ونسلمك للعدو في الظهيرة .
رفيقتي لم أنس بغداد ولا تاريخا بالأمس كان منارا ينير دهاليز العالم ،ستحبل نساؤنا بالعاصفة ،سيولد أطفالنا واقفون ،سيثور الحجر ضد المرايا ، اخبريني رفيقتي عن حلمك وقصائدك ،صوغي من بعدي أنشودة توشيك هناك وتطرزك بالحمام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...