====================
وإنك سوف تحلم عن قريب
إذا ما شبتَ أو شاب الغراب
(زهير بن أبي سلمى )
====================
يا آخر العام بل يا أول العامِ
دوماً تمرُّ وما حققتُ أحلامي
أسعد الخطو نحو المجد متجهاً
أبني الخلاصَ بلا همٍّ و آلامِ
قيقطعُ السيرَ نحو المحدِ عارضةٌ
من عالم الجهل ترميني بأوهامِ
فلا أنالُ من الآلام بارقَها
ولا أصير إلى شطي و إلهامي
حلم السلام مع الأيام معتقَدٌ
أسعى إليه بأفكاري وأقلامي
فلا أنال سوى حزنٍ له غصصٌ
يعالج الحلقَ في صمتٍ و إضرام
نجوى الليالي هموم طال ملبثها
يصارع الصدغَ فيها بعضُ إبهامي
سأكتب الحلمَ أشعاراً وأرسمه
قنديلَ روحٍ ينير دروبَ أيامي
فإن خمدتُ أضاء الحلمُ باصرتي
كجمر نار الغضا في الخافق الظامي
لا ينتهي الحلمُ بل يغشاه خافقُنا
كبذرة القلب نسقيها بإقدامِ
يا آخر العام ما للحب يتركنا
في كل يوم على كرهٍ وأسقام؟
ما للقلوب وقد جفت مشاعرُها؟
ما للوجوهِ وقد ضنَّت بإعظام ؟
ما للنسائم قد صارت محمَّلةً
بعصفة الريح لا بعليل أنسام؟
ما للتراحم بين الخلق منقطعٌ؟
ُلبابهُ الموتُ أو وأدْ لأعوام؟
يا آخر العام ما أحضرتَ لي حلماً
ملامحُ الحلم في شخصي كإعدامي
نريد للكل أن يحيا على أمل
يعيد للناس ما صاغوا لأقوام
نريد للحب أن ينمو بلا علق
يعانق الكونَ في سِلمٍ و إسلام
نريد للجهل أن يُمحى بمعرفةٍ
نسير بالناس للعَليا بأقدام
يا آخر العام ما ذنب الألى قُتلوا
من غير ذنبٍ وذاقوا مُرَّ أيام؟
يا طائر الخير هل من خفقة وهوى
تُهدى لطفل تهادى بين أيتام؟
أين الربيع الذي كانت بشائرُه
تقبِّل الزهرَ في شوق وأنغام؟
أين الزهور التي جابت دواخلنا
لتُدخلَ النورَ في حبٍّ و إنعام؟
وهل أتيتَ لنا - يا طير - تتحفنا
منك الهدايا بوجدٍ للورى نامِ؟
أم صرتَ - يا طير- كالأيام تغدرنا
فتأخذ الكلَّ في فوضى و إرغام؟
يا آخر العام عمَّ القتلُ في وطني
وساكَنَ الحزنُ أحبابي و أعمامي
فهل تراك تصيخُ السمعَ لي وأنا
أبكي الودادَ توارى خلف آلامي؟؟
نسير للموت أرتالاً بلا هدفٍ
كأننا هدفٌ للاعب الرامي
يقودنا النومُ للأحلامِ مزعجةً
لا لون فيها سوى لون الأسى الدامي
نؤوب لله من ذنب ومعصيةٍ
ولا نتوب بدمع الغارق الطامي
كفٌّ إلى الله نُعليها لمظلمةٍ
حلَّت، وكفٌّ تسيرُ بفكرِ هدَّامِ
نريدُ أن يحمَ الرحمنُ ظالمَنا
ولا نرقُّ لعدلٍ أو لأحكامِ
نمدُّ للجهلِ أعناقاً ليذبحَها
ونقتل العلمَ في صمتٍ و إيلام
نحارب العلمَ كي نرقى بهاويةٍ
تشدنا للسحيق المتعب الغامي
في كل يوم أرى الأحقادَ جاريةً
بين العباد بأبواقٍ و إعلام
وآخر العام نحصي كَمَّ غفلتنا
كأننا رقمٌ في فيض أرقام
كيف النجاة ونهجُ الخير مُفتَقَدٌ
وطالب الخير يسعى بين ألغام
حقول موت بناها الجهلُ في وطني
وغرسةُ العيش تستعلي بإحجام
لا يعرف الحبَّ من ماتت ضمائرهم
فكيف للحب أن يسمو بظلَّام؟
أهلَ السلام لماذا من أكفِّكمُ
هذي الدماءُ سيولٌ دون أحلام؟
مجالسَ العدل أين العدلُ بينكمُ
وكيف للعدل أن يُبنى بأوهام؟
على الضعيف تآمرتم بلا سبب
سرقتمُ الحلمَ من تاريخ أرحام
في مجلس الأمن عاث الذئبُ في غنم
لا تملكُ النابَ فاسترخت بأوضام
تقطَّعَ الشِّلوُ إثر الشلوِ من جسدٍ
وباركَ العدلُتقسيماً لأنعام
وأمة العُرب ما أقسى عروبتها
تباركُ القتلَ في شجبٍ لإقدام !!
كأنها الذيلُ ما أقساه من شبهٍ!
وكانت الرأسَ في عزٍّ و إلهام
صارت تُقادُ بعبدٍ ريحه نتَنٌ
يمثّل السيدَ الراعي لأغنام
يسومها الموتَ لا تشكو سياستَه
كذلك العُربُ تستهدي بأقسامِ
أنارَ مولتيَ للعربانِ دربَهمُ
بنور دِينٍ ، فمالوا نحو أزلام
يا آخر العام ما لي أيُّ أمنيةٍ
فما تركتَ لنا أمنيَّةَ العامِ
لكن نريد وقد ذُقنا مرارتَكم
تفريجَ كربٍ وعودَ الحقِ للشامِ
فقد مللنا من التنجيمِ في زمنٍ
لا يعرف اللهَ إلا محض إلهام
يؤمِّنُ العبدُ و الفتوى تعاجلُه
كأنما صاحبُ الفتيا على الهامِ
سيصدق الوعدُ حينَ نُميتُ شهوتَنا
ونقتل الحهلَ في الرجعى لعلَّامِ
=======
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
(تيسير البسيطة)
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق