غربة..: خواطر
بقلم : م/ محمود زكى على
يختلف الإحساس بالمكان دائما من إنسان لأخر ...
فمن يسكن في منزله لا يشعر أبدا بالغربة ...فإذا تحرك بعيدا عنه اغترب..!!
ولما العجب...؟!!
فهناك علاقة تنشأ بين الإنسان والوسط المحيط به ...منزله...الشارع الذي يسكن فيه...الجو العام ...كل شيء..
هي علاقة من الألفة تكبر وتتسع بمرور الزمن...
جرب أن تبتعد عن منزلك لفترة...ثم عد إليه..
ثم حدثني عن إحساسك....ولكن بصدق...!!
وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص..
ابتعد عن الآخرين لفترة ثم عد إليهم...
فمن احبك... اشتاق لرؤيتك... وسماع صوتك... ومعرفة أحوالك...
وعلى العكس قد تصدم مشاعرك من البعض الآخر عندما تختفي تلك المشاعر والأحاسيس ..وتبرد العواطف وتتلاشى..!!
وهنا تشعر بالوحدة والغربة وأنت في وسطهم....!!
كيف ماتت تلك المشاعر؟ !!
بل كيف يتغير الإنسان مع الزمن وكأنه كان يعيش معك بوجه زائف؟!!
سينتابك إحساس مؤلم بالغربة وقد أحببت بصدق حقيقي ..ووجدت غيرك بمجرد الابتعاد عنه قد نسيك...!!
احتفل بك المكان بصدق.....وجرحت ممن يسكنون فيه....!!
ولكن على العكس بالنسبة لعلاقة الإنسان مع ربه...
فما أن تبتعد عنه حتى ينتابك إحساس مؤلم بالغربة واليأس والضياع..
وما أن تعود إليه حتى يغمر قلبك النور ..وتغشاه السكينة....
إذا عدت إلى ربك فأنت في أمانه...وتحت حمايته..
إذا عدت إلى ربك ينتهي الخوف...ويتلاشى الإحساس الغربة..
إذا عدت إليه....فلن تحتاج لغيره أبدا...
إياك أن تبتعد عن ربك أبدا..!!
ادعوه تضرعا وخفية...
هو نعم المولى..
ونعم النصير..
***
صل على الحبيب قلبك يطيب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق