تنحني الأحلامُ والأوهامُ قهرا // والرُّؤوسُ تُغمضُ العينينِ دَهرا
مثلَ أقزامٍ تدورُ في ملاءٍ // خلفَ صُعلوكٍ بذيلٍ قد تَعَرَّى
لا ترى الأبطالَ في ساحِ المنايا // كم تضحي بالعزيز تروي زهرا
لا تشمُّ ريحَ حُرٍّ في ثباتٍ // يلعقُ المرَّ المُسجَّى يَروي صبرا
مَنْ تراكَ يا حفيدَ اليأسِ قل لي // قد كَفرْتَ بالعلاءِ ما استقرَّا
وانزلقتَ للمهاوي في خضوعٍ // لا تُبالي بالكتابِ ما أقرَّا
لُقمةُ العيشِ الذليلِ لا تُساوي // مَرهماً يشفي الجُروحَ أو مَمرَّا
أو شَعاراً للفتى يأوي بصدقٍ // في حِماهُ يرسمُ الآمالَ نهْرا
والخنوعُ بالمناصبْ لا يُواري // سوءةَ الأذنابِ والنهجَ المُعرَّى
فالكراسيْ كالقبورِ قد أظلَّتْ // تحتها ريحاً كريهاً لم يَغُرَّا
لكنِ المأسورُ بالوهمِ المُصفَّى // قد أحالَ الزيفَ سَعداً واستمرَّا
حولهمْ مثل العبيدِ مَنْ تجرَّدْ // يجعلِ الأغلالَ إشراقاً وطُهرا
واستساغَ كلَّ ذلٍّ وانبطاحٍ // وارتضى أوهامَ أقنانٍ وقهرا
والغدُ المنظورُ يأتي بالضحايا // والدَّمِ المسفوكِ لا يُبقي عُهرا
كي يداوي جُرح قلبي في صباحٍ // يملأ الأوطانَ أنواراً وبِرَّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق