تَبًّا للعشق
إِسْقِنِي مُرّ الْأَقْدَاح ذَاك ذَنْبِي
وَأَهدِر نَهْرٌ مِنْ دَمِيَ ودَمْعَتي . . .
وَعَذبنِي بِلَهِيب النَّوَى وَأَطْلَق
مِنْ بَيْنِ أضلعي جُلّ حَرقَتي . . .
أَنْت جَلَّاد قَلْبِي تُطْرِب وَلَا
تَكتَفِى مِنْ عَذَابِي وَوَجِيعَتي . . .
أَعْلَمُ أَنِّي آَٰثْم بِهَذَا الْغَرَام فَلَن
أَتُوب وَلَوْ كَانَ مِنْهُ صَرْعَتِي . . . .
وَنُجُوم اللَّيْل تَشْهَدُ عَلَى سُهْد
قد أَعْيَانِي ودَام يُؤرِق لَيْلَتَي . . .
كَم كُنْت حَالِم بِنَظَرِة وَهَمس
مِنْهَا لَهُ أطرَب وَتَكُونُ قِبلَتي . . .
وَكَم أَرقَتنِي ظُنُونٌ وَأَمَال
أَحيَتنِي وَلَاح يَأْس بِفَجِيعَتِي . . .
هَل أَقُول تَبًّا للعِشق وَهُوَ مِنْ
أَحْيَا نَبضِي وَأَيْقَظ حَاسَتِي . . .
قَبْلَهَا ماكُنتُ شَاعِرٌ وَكَتَبْت
مِن وحيِها دَوَاوِين لِثَورَتِي . . .
هَل إبتَدعتُها بخَيالِ وَكَانَت
صَنَعَةُ مِنْ وَهْمِيٌّ وجُنَتي . . .
رَسَمتُها بِأبهَى صُوَر وَجُعِلَت
مِنْهَا أَمِيرَةّ بالقَصِيد وطِفلَتِي . . .
مَا كَانَتْ وَاقِعًا أَبَدًا ونَسَجتُها
مِن حُروفِي وَكَانَت صَنعَتِي . . .
وَجَعَلْتهَا وَطَن وَمَأْوَى كَلِمتِي
وَكَانَت مُرْسًى شِراع سَفينَتي . . .
هَل الْعِشْق جُنُون أَم فُنُون أَم
كَانَ هُوَ لِي دِينِيٌّ وشَرِيعَتِي . . .
دُونَما عَقْل أَشْعَر بِحَرَارَتِهَا
وَشَهِد رِضَابِها وَكُلّ لَوْعَتِي . . .
وَدُون وَعَى أغوص بِمفَاتِنها
وَبَيْن ثَنَايَاهَا فَتَكُون مُتْعَتِي . . .
الآن أعْتَرَف هناَ أَنَّهَا هَوَاء مَا
كَانت وَلَن تَكُونُ أَبَدًا بِدُنيَتِي . . .
(فارس القلم)
بقلمي / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق