وظننت
*******
وظننت أن الليل لا يغيب
ويذهب إلى بيت الذكريات البعيدة
وطّننت أن مواسم الهجر رحلت
بعد ما أصبحت نبض القصيدة
قلبي على الفراق مغترب ومكتئب
وغزت قيامتي تفاصيل اللغة الجديدة
من لغو الحروف أتيت أشياء فريدة
ومن غيابات الظن لم أعد
في أوجاعي الوحيدة
عدت من غربة الروح بأحلام عديدة
أناديك وأنا ألملمم مساءات التوحد
وأسقي نبت الشوق من دمي
أوجعتني حكايات الغياب والعتاب
وهي تتراكم في سطور الدجى
وأنا مابين ما كان والفراغ
في متاهة
أتعهد سفني من عودة التراخي
لتبحر في ملاذات الصدود
لم تعد عباءة لغتي
تحتوي الشبه والظل
آن عبور الماء من ثقوب الروح
لتنمو أصابع الحياة من جديد
لا أريد غياب الوطن من على قارعة
صدري
لا أريد أن أعتكف في ظل الموتى
أو أسكن وسط الماء
وأغيب عن الزروع
خذني أعود معك من غابة الرغائب
وأغزو في فكر الصمت لغة دافئة
كنت دونك على عتبة الدعاء أقف
ناديت الصبر.. ناديت المطر
ناديت كل شيء حولي منكدر
جلست أحاور الصوفية والمبتهلين
وناديت على الواقفين في القيامة
قبل أن ينفخ في النفير
ويلتقم إسرافيل البوق
تجاوزت جرعة الإحتمال
حتى لا أقف على رماد النار
ووهم التوهم
وأصبح ضائعة مابين الحرف والغبار
بلا وطن ..يخونه الضوء ..ويقهره الإنكسار
الشاعر محمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق