عدالة السماء،
قصة أختم فيها عام 2022 وإلى اللقاء في العام القادم إن شاء الله، وكل عام وأنتم بخير...
شخص كان يعيش في الخطيئة، كان يمارس كل انواع الشرور والرذائل المعروفة وغير المعروفة. لذلك لقبوه بالشيطان، عندما مات، أحد لم يكترث به، بل بالعكس فرح الناس بموته، وتحمدوا الله لأنهم تخلصوا من شرير ربط حياته مع الشيطان، وتوقعوا مصير ذلك الفاسد، وقالوا حتماً ذاك الحقير سيواجه مصيرا أسود. عند قاضي السماء.
جاءت جنود السماء، وساقت ذاك المنبوذ الى دار العدل السماوية لمحاكمته.
أخذ القاضي يحدق في ملف ذاك الشخص مستاءً مشمئزاً. يحدق في وجه الرجل تارة، وفي ملفه تارة أخرى. ملف يفيض ويفور بالشرور والخطايا والرذيلة المخالفة لكل الوصايا والتعاليم السماوية في كل الأديان.
راجع القاضي ملف الرجل، ولكنه لم يجد بين السطور نقطة مضيئة واحدة.
سأل القاضي الرجل: كيف تدافع عن نفسك وأمامي ملفك الأسود هذا، وكل هذه الحماقات والذنوب التي كنت ترتكبها؟
قال الرجل "لا تعذب نفسك يا سيدي، أنا لن ادافع عن نفسى أنا أعرف طريقي، فأنا ذاهب الى عذابات لن تنتهي"
سالت دموع القاضي حزنا على الخاطئ، وعلى المصير التعيس الذي ينتظره في المكان الصعب، حيث البكاء، وصريف الأسنان. مكانٌ ناره حارقة لا تخمد. ولا تقبل هناك للخاطئين أي شفاعة أو رجاء.
سأل القاضي الرجل مجددا، ألم تفعل فعل خير واحد في حياتك قد يخفف من عذاباتك ويشفع لك؟
قال الرجل: لا يا سيدي، لم أفعل.
فوجئ القاضي عندما رأى نوراً يشع غامزاً في ملف الرجل. عاود القاضي النظر إلى الملف بدهشة واستغراب، فارتسمت ابتسامة عريضة على وجه...
سأل القاضي الخاطئ مجدداً:
يا رجل، ألم يطرق بابك يوما فقير متسول في ليلة ثلجية يسألك أن تعطيه حذاء ينتعله ليحمي قدميه العارتين من جليد الطريق، صادف ليلتها، كان عندك حذاء جديدا كنت قد اشتريته ليوم العيد، اشفقت على ذلك الرجل وآثرته على نفسك، وأعطيته الحذاء، ثم دعوته على العشاء وقدمت له حساءً ساخنا؟
هل فعلا أنت فعلت ذلك؟
قال الرجل نعم يا سيدي، فعلت، ولكن ماذا ينفعني عمل واحد أمام ملفي المليء بالشرور التي ارتكبتها في حياتي والعظائم التي فعلتها؟
قال القاضي: ذلك الرجل الذي طرق بابك هو من سكان السماء، وهو الذي يتشفع لك الآن ويطلب من يسوع وأمه مريم العذراء الرحمة لك.
بعدها ابتسم القاضي وقال: هذا الفعل الوحيد الذي فعلته بمحبة، وهذا التشفع الحار من ذاك الرجل، قد زاد وزنه على أوزان أفعالك الشريرة التي ارتكبتها في حياتك. كلها
أذهب الى الفردوس. لتنعم بالحياة الأبدية في أحضان إبراهيم.
وعظة سمعتها من أحد الآباء:
28.12.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق