==✓رسائل مهملة✓==
مرت بجانبي دون أن تلتفت إلى وجودي.. مسندا ظهري وقدمي اليمنى إلى الجدار، بلا تحية تمر ساهمة العيون إلى مسافة بعيدة على مدّ الطريق وسط الصخب المتحرك في جميع الاتجاهات، هي التي كانت تبعث لي برسائل إعجاب كثيرة جدا، رسائل لم أرغب في الرد عليها لشدة شعوري بالملل من كل شيء، وكذلك اللاجدوى في أي شيء المستحوذ على كياني، و الآن لماذا شعرتُ برغبة جامحة في أن أحادثها.. وبلا ملل.. على الأقل أشكرها..؟ دون انتظار ناديتها: لودمينلا توقفي.. لم تسمع، كان صوتي خافتا كالهمس، كان لابد لي أن أرفع صوتي بالشكل الذي يصلها ولا يتخطاها: لودمينلا.. توقفي رجاءً.. توقفتْ، قليلا ثم التفتت.. وحين اتضح لها وجهي أني أنا إبتسمت إبتسامة عريضة بعينيها الخضراوين الواسعتين وبشفتيها وخدّيها..حركت شفتيها مرددة حسب حركتهما اسمي: رباح..؟! ولما همّت بالرجوع إليّ.. تقدم منها شاب وسيم مد يده وأمسكها من ذراعها وسحبها وعاد: لقد تأخرتِ، يا حظي السعيد، كثيرا أنتظرتك أكثر مما اتفقنا.. لاحظتها رمقتني بطرف وجهها وعينها اليسرى.. دارت و سارت معه.. واختفيا معا وسط الصخب المتداخل.. ألصقتُ ظهري أكثر بالجدار الحجري البارد.. ورأسي وكذلك قدمي اليمنى..
إيه... نعم لقد تأخرتُ أكثر مما مللت.
قصة قصيرة بقلم: رابح بوصبيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق