ما لي أرى النيرانَ تنهزِمُ
هذا الشتا والبردُ يحتدِمُ؟!
الحربُ فيما بينَنا أبداً
والسيفُ جَلَّ بكفّيَ القلمُ
لاشكَّ أنَّ البردَ مُنتَصِرٌ
راياتُهُ فوقَ الثرى هرمُ
ولكلِّ قبضةِ عاصفٍ تركت
ذكرى على وجهِ الفتى ورمُ
ولهُ بأزرقِهِ وأحمرِهِ
علَمٌ على جِلْدي ومُرْتسَمُ !
ولهُ نشيدُ الآهِ تمتمةً
يزدانُ في ألحانِها النغمُ
لم تكْفِهِ باللحمِ وَخزتُهُ
ويصيحُ في جُدرانِنا الألمُ
والعطسُ في ميدانِنا رَهَبٌ
حتى تخالَ تفجَّرَ اللغَمُ
والسعلةُ الصفراءُ يرفعُها
ديكٌٌ وتُصغي للصدى أُمَمُ
البردُ جمَّدَ مُثلِجاً بشراً
لم أدرِ كيفَ تنفَّسَ الصنمُ؟!
يا راعيَ الأيامِ... مرحمةً
فيمن قضَوا يُتماً وما سَلِموا
الصوفُ يرفلُ فيهِ لا بِسُهُ
النوقُ والخرفانُ والغنمُ .
__
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق