بين قساوة الشتاء وضربات الحرمان
تتساقط دموع اليأس تسقي الصبر أملا
وتحت وابل المطر أداعب براءة الطفولة
أغرس حلما لأجني الغد المبتسم
كم هما قاسيان الشتاء والليل الطويل
كيف ينثران لنا مشاعرنا على ركح الواقع عارية
ويفتحان لنا أبوابا على ضفاف نهر المحن
وكم للشتاء أن يوقظ الألم يمزق معطف الدفء
وكيف لليل أن يغلق نوافذ الأمل والمنح
قد عاد الشتاء من جديد يمطر
يذكرني بالهول والكدر
ينهمر مبللا دفاتر منسية
في الشتاء تحت ركام الأحداث
تمتلئ محاجر القلب خوفا
وترتوي الأيام رعبا
دمعة تسيل للقساوة والحرمان
وشمعة تنطفئ للصراخ والصياح
وعمر ينتهي بحثا عن الدفء والحنان
لفقدان المأوى والاستقرار
لا أقدر نسيان ليالي الشتاء الطويلة
وأنا أرتشف فيها عصير الخوف في جوف الظلام
أفترش لحاف الحرمان في الركن المظلم
فهل يمكن للصدر المثقل بالهموم
أن يتذوق الراحة والاطمئنان
وأنا أرتدي ثوب الظمأ والجوع
وأتلحف الليالي الباردة وسيول من بطشها
تجرف الجسد النحيف العليل
أنا من تجرعت أنهارا من السموم على مسرح الواقع
وابتلعت الصمت بين الشفاه المطبقة
فلا تسألوني عن محنتي في ليال الشتاء الطويلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق