الأحد، 25 ديسمبر 2022

عين تماثل الأعوام بقلم سامي يعقوب

 الِكِتَايَةُ بِأَبْجَدِيٌَةٍ ثُنَائِةِ التَرقِيْم :


عَيْنُ تَمَاثُلِ الأَعْوَام .


          كُنَّا قَبْلَ الآنَ ، عَابِرُونَ ، كَمَا عَمَّا قَلِيْل ، نَجْهَلُ مَعْنَى الظَلَام ، قَالَهَا ( النَايْنُ - 9 ) يُسْمِعُنِي ، بِلَهْجَةٍ سَاخِرَةٍ و مُتَبَسِمًا ، و أَنَا ذَاهِبٌ لِأَتَمَوَنَ لِلَيْلَتِيَ ، بِبَعْضٍ مِن عُلَبِ السَجَائِر  ، التِي تُسَاعِدُ صَمْتِيَ دَاخِلَ مُكَعَبِ عُزْلَتِي ، يَتَلَذَذُ بِسَلْخِ عَالَمِيَ الدَاخِلِيِّ ، عَارِيًا تَمَامًا ، بِكُلِّ مَا أَحْمِلُ مِن تَفْكِيْرٍ ، يَشْغَلُ دِمَاغِيَ الذِي يُحَاوِلُ ، رَسْمَ لَوحَةٍ سِرْيَالِيَّةٍ ؛ مُوجَعًا حَدَّ المَوْتِ ، لِهَذِهِ الفَوضَى ، مُذّ بَدَأَ مُؤَلِفُهَا بِنَشْرِ سِيْنَاريُوهَاتِهَا ، و أَتَسَاءَلُ مَا هِيَ السِيْنَاريُوهَات القَادِمَة !؟ ، و كَيْفَ سَتُوضَعُ مَألُوفَةً لِلجَمِيْع !؟ ، حَيْثُ لَا شَيْءَ يَشُذُّ عَن المُعْتَاد ، سِوَى عَقْلُ القَطِيْع ، و كَمَا كَتَبْتُ سَابِقًا ؛ جَمِيْعُهَا مُحْتَمَلَةٌ و وَارِدَةُ الحُدُوثِ ، حَتَّى العَصِيَّةُ مِنْهَا عَلَى الخَيَال .


          كَعَادَتِهِ دَوْمًا ، يَفْعَلُهَا مَعِيَ بِجُمَلِهُ المُشَفَّرَة ، لِأَجِدَ فُضُولِيَ الشَرِه ، قَد سَاقَنِي لِمُجَالَسَتِه سَائِلًا : مَا قُلْتُهُ إِلى مَاذَا يَرمِي !؟ ، طَلَبَنِي لُفَافَةَ تَبْغٍ ، و أَشْعَلَهَا شَاهِقًا بِبُطْءِ اللَّذَة ، و قَالَ بَعْدَ أَن نَفَثَ زَفِيْرًا ؛ مُشْبَعًا بِالقَطْرَان و أَوَلُ أُكْسِيْدِ الكَربُون : كُنْتُ أَقْرَأُ ( فِكْتُور ) فِي ( أَحْدَبِ نُوتِردَام ) ، لِأَجِدُكَ أَعَادُوكَ لِذَاكَ الزَمَن ، مُتَقَمِصًا إِحْدَى الشَخْصِيَات التِي تُهَاجِمُ ، مَعَ الحُشُودِ التِي تُهَاجِمُ ( الأَحْدَبَ ) ، مُسَيْطِرًا عَلَيْهِ بِوَاسِطَةِ وَعْيِكَ الكُمُومِي ، و نَظَرَ إِلَيَّ جَاحِظَ العَيْنَيْنِ ؛ انْدِهَاشَ اسْتِغْرَابٍ و قَالَ : أَلَا تَذْكُرُ بِأَنَكَ كُنْتَ هُنَاك !؟ و هَل لَيَالِيَ ( بَارِيْسَ ) تَتَلَوَنُ بالأَحْمَرِ ، بَيْنَ فَيْنَةٍ و أُخْرَى كَمَا هِيَ هُنَا  ، و كُنْتَ مُبَرمَجًا جَرَاحًا بِمِضَعٍ ، و إِبْرَةٍ تُخِيْطُ بِهَا جُرْحَ رَأسِه ، بَعْدَ وَضْعِ شَرِيْحَةِ ( نُيورالِينك ) البلَاستِيْكِيَة ، عَلَى عِظَامِ جُمجُمَتِه .


          و أَظُنُكَ كَمَا خَطَّ ( هِيْجُو ) ، ضِعْتَ فِي نَسِيْجِ الزَمَكَان ، تَعِيْشُ فِي كَونٍ مُوَازٍ لِبِضْعِ سِنِيْن ؛ وَاقِعًا وَهْمِيًا لِبَرْمَجَتِكَ الكُمُومِيَّة ، بَعْدَ أَن رَمَى ( الأَحْدَبُ ) نَفْسَهُ لِلأَرضِ ، عَن سَطْحِ ( الكَاثِدرَائِيَّة ) مُهَشَّمَ الأَعْضَاء ، و مُهَمَّشَ الحُضُورِ كَشَخْصِيَّةٍ ، لَهَا دَورُ البُطُولَةِ فِي الرِوَايَة ، إِذّ خُيِلَت الشَرِيْحَةُ لَهُ ، بِأَنَهُ قَادِرٌ عَلَى الطَيَرَانِ لِلمَرِيْخِ  ، بِسُرْعَةٍ يَنْعَدِمُ مَعَهَا الزَمَن ، ضَحِكْتُ ، وَاضِعًا يَدِي عَلَى رَأسِهِ مُذَاعِبًا ، و أَنَا أَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَهْذِي بِهِ ؛ مِرآةً مُشَوَهَةً ، لَكِن مُحْتَمَلَةً لِمَا لَا يَرَاهُ الغَافِلُون ، فَابْتَسَمَ لِهَذَا الإِطْرَاء و قَالَ : رَأَيْتُكَ قَد تَفَاجَئْتَ عِنْدَمَا عُدّتَ ، إِذّ وَجَدْتَ الشَيْطَانَ ؛ يُأَلِهُهُ سُجُودُ مَن بَقِيَ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة .


06 : 51 AM

December, 10 , 2022


سامي يعقوب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...