متى تبتسم رحلة العمر ؟
سار بي العمر مرتكزا على أيام السنوات العابرة ،سابحا على أمواج الحياة ،تائها بين مد وجزر الخيال حتى إلتقيتك صدفة بين زحام النساء ،و حطت عيني بعينيك ،و خاطبت روحي روحك ،و حينها أدركت أن القدر ساقنا لصدفة اللقاء لأكتشاف الحب فيك حقيقة لأول مرة في رحلة العمر .
خاطبتك بنظراتي واستجبت لخطابي ،أن يوما ما سوف يجمعنا القدر ،و أن الحب سيزدهر في مضجعنا ،وأن المشاعر تسمع صمت همسنا ،وأن الواقع يغازل في حلكة العمر وظلام الأيام لهفتنا وشغفنا .
ناداني صوتا خفيا من وجدانك يسألني عن مغزى نظراتي إليك ، ما ترددت وقلت :
أنا من قضى العمر تائها بين دروب الكون يفتش عن أنيس ، ولما إستوقفني المشهد هالني الشغف وحسبت أن في عينيك مأوى و وطن لتائه بلا قيود .
منذ رأيتك أحسست بمعنى الهوى وعشقتك ،وجعلته نبضا لبقية مساري و واحة لعمرينا ، وأن حبك سيبقى خالدا مدى العمر في القلب .
قد طار الحنين إليك يشكو ظمأ الفقد كعصفور صغير يتعلم الطيران فاستقبليه وضمه إلى صدرك كيتيم لم يجد من يحن عليه ، و قد سجنت الوحدة الصبر في غياهب الزمان ، وإني أرى سلامةالعمر في موطن قلبك، فلا تتركي الأمن يضيع مني فأنا بلا مأوى ومن لي سواك يدرك قدري .
أتينا إلى الحياة ومهما طال العمر أو قصر سوف نمضي كما أتينا ولا يبق خلف العمر إلا الأثر ، فهل لك أن تسمعي دقات قلبي و أنفاسي عبر السطور ، إني و الله مازلت أطارد عمري في كل الفصول و روحي تئن بريئة من هموم الوحدة القاسية و التيهان .
وكلما أسبح في شواطئ أوراقي المتناثرة وأستظل تحت مظلة دفاتري المكدسة يتراءى لي وجهك ضاحكا باسما ويرمقني حبك من فوق تجاعيد السنين .
إني أراك تحطين على شرفات العمر مثل الشعاع و أنت بعيدة ... بعيدة ... و أشعر بك رغم المسافات نبضا وأنك قريبة دفئا ، فهل أحكم على نفسي بالضياع ام أن الوقت لم يحن للقاء ؟ .
هذا كتابي بين يديك إقرئيه و إسألي عني عينيك يوم رأتني و نبضات قلبك يوم خاطبتني ، و وحشة الليل لما تنامين وحيدة ، ولا تكتمي الآهات في صدرك الضرير .
تعالي لنسافر معا إلى المجد على إمتداد الأفق لندون الذكرى بيننا حتى نراها نجمة بلونها المعتاد ، تضيء حين نذكرها و تعانقنا حين نلقاها ، تطوف الكون في حياء و تقص ذكرانا في كل مكان ، فهل عرفتم من تجعل رحلة العمر تبتسم ؟ .
بقلمي / الأستاذ حسين حطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق