ثِمارُ الرِّيحِ
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
جاءَ ليودّعَني دمي
أحسستُ بموتٍ عارمٍ
يطوِّقُ فضائي
الأفقُ كانَ متَّشحاً بالصرخَةِ
الهواءُ كانَ مسكوناً بالرَّمادِ
شدَّ الرَّحيلُ على يدي
همسَتْ شفاهُ الإختناقِ
وعانقَني جُرحي البليغُ
تمسَّكَتْ أصابعي بذَهابِهِ
استوقفَتْهُ أنفاسي
وارتمتْ عليهِ مخاوفي
كانَ ظلُّهُ ينحسِرُ عندما غادرَني
أشعلَتْني أشجارُ الرِّيحِ
تواثَبتْ عليَّ المقابرُ
حدَّقتُ بمخاوفي بذعرٍ شرسٍ
رأيتُ السَّيفَ يهوي على طرقاتِ
العودةِ
شاهدتُ البحرَ يزحفُ على عكَّازِ النَّدمِ
من شرَّدَ الأمواجَ
هو مَنْ أحرقَ الأشرعةَ
من بعثَ الجوعَ في الحقولِ
هو مَنْ أكلَ الرَّغيفَ
تعالتِ احتجاجاتُ الوميضِ
ثارت آلامُ الفاجعةِ
لكنَّ الخيبةَ خسفتْ قِوى الرُّوحِ
وصارتِ المسافاتُ تصُدُّ الحنينَ
وبشراهةٍ تلتهمُ اللهفةَ الهوجاءَ .
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق