متاهة الحياة
تمنيت لكل من حولي السعادة والنجاح دوما، أكانوا من أقربائي أو من أناس لا أعرفهم المهم عندي أن أرى الكل سعيد وموفق في حياته، لكن وجدت بعضهم يبغضني بدون سبب واضح ويكن لي نسبة كبيرة من الحقد والكراهية والغل، لا أدري لماذا!!!.
ربما تكون طبيعتي العفوية وعدم تجاهلي لأي أحد جعلت من تصرفاتي في هذا الزمن( كما يقولون المعاصر) لا تتوافق مع تصرفاتهم الأنانية المفرطة وعدم اعترافهم بوجود خير في هذا الوجود فقد سادت الأنانية وانتشرت وذلك ناتج عن نشأتهم في بيوت لم تكن تحسسهم بمدى أهمية التعاون والتآخي والإيثار وغيره من الأعمال التي تربينا عليها وعشناها.
أصبحنا في زمن العولمة زمن يجمع كل الأغنياء على حدى والفقراء على الناحية الأخرى مهمشون منبوذون، فرقوا بينهم رغم أنهم ينتمون إلى بلد واحد ولعلم واحد وللغة واحدة، يا للعجب العجاب ولأسباب تافهة لم يعد هناك أحد يأبه لأحد.
لكنني صممت في نفسي أن أبقى كما أنا تلك الفتاة التي نشأت على الأخلاق الطيبة والفاضلة ولا يهمني رأيهم، رغم كل ما يجري لي فلن يغير من طبيعتي وشخصيتي شيء، سأتركهم يجمعون سيئات أعمالهم، فلا تتناسوا أنه سيأتي يوم يدفن كل واحد في قبر ولن يجيب غيره على الأسئلة التي تطرح عليه، فماذا جهزنا من زاد، فلنتذكر فالذكرى تنفع المؤمنين .
لا يوجد خير منبته شر ولا يوجد شر منبته خير ولكل منا طريق يمشيه ليصل إلى غايته ومبتغاه، إذا لم يكلمه ضميره ويوقظه من سباته فموته أحسن من حياته، هكذا هي الحياة تتركنا في متاهاتها لتصقلنا تجاربها أو لتغرقنا في بحرها.
بقلم الأديبة عطر محمد لطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق