الخميس، 22 ديسمبر 2022

التسول بقلم عطر محمد لطفي

 التسول 


أيمكن أن يكون له مال في البنك وبيت وسيارة و عائلة، هذا الذي يمد يده لقارعة الطريق ليستعطف الناس وينادي: ساعدونى ولو بدينار او خبز يابس يرحمكم الله عاجز ولا استطيع، يا مؤمنين من في قلبه رحمة يعينني بالله عليكم ارحموا عزيز قوم ذل.

أستغرب أهو صادق ويحتاج مساعدة حقيقة أو يريد المزيد لكي يكمل بناء بناية أو محل أو يضع أمواله في المصارف الدولية ؟ أو من الممكن أن يكون قد قطع رجله او بتر أحد أطرافه في زمن ما ليتقبل أكثر وأكثر؟

يلبس أقدم الملابس واوسخها ورائحته لا يقبلها حتى الحيوان ولكن النوع الثاني يملأه الطمع والجشع فلا يزال  يتسول في الطرقات رغم ما يمتلكه من عقارات و أسهم و استثمارات. 

يا له من منظر سخيف من شخص لا صلة له بالانسانية أبدا. 

أقول هذا لأنني تبعت أحدهم من أجل معرفة حقيقته فوجدت - بعد أن جمعت كثير من المعلومات تخصه - امورا يندى لها الجبين.

هو في الحقيقة إنسان لا ضمير له يلف حوله مجموعة من الأشرار مثله ويخطفون الأطفال ليتاجرون بهم، تسأل كيف ذلك حسن سأقول لك. 

يخطف الطفل أو الطفلة بطريقة ذكية من أهله أو يستدرج الضحية ثم يحبس في مكان لا أحد يعرف عنه شيء، إن كان لا يزال رضيعا يؤتى بامرأة او رجل يحمله ويقوم بالتسول والكل يظن أنه والده أو والدته وإن كان الطفل أكبر بقليل يقطع أحد أطرافه ليستجدي عطف المارة حين يخرج للاستجداء .

فتجد هذا قطع له أذن وذلك فقع أحد عيناه أو أحرق بأداة ساخنة فيصاب بالعمى، وذاك قطعت يداه أو رجلان ليظهر لكم أنهم معاقين لا حيلة لهم سوى السؤال، ثم يحرقون ملابس الأطفال وأي شيء يمكن أن يستدل أو يساعد على التعرف على هؤلاء الأطفال، ثم يجبرون على التسول أو تكون العقوبة قاسية جدا إذا رفض ويبقى كذلك إلى أن يقبل تحت التهديد والوعيد .

يكبر الطفل أو الطفلة على التسول ويتعلم أساليب وفنون الاحتيال والمراوغة، لا يجد من يساعده ويلقى قبولا في المجتمع ، لا أحد يسأل إبن من هذا او بنت من هذه .

الوضع ساد وأصبح أمر عادي في مجتمعاتنا رغم أن ديننا الحنيف حرم التسول، فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ) .

لسنا بحاجة إلى إيصال صوت الحق فهو واضح وضوح الشمس في كبد السماء، بل نحن بحاجة إلى أذان صاغية وشعب واع متعاون له ضمير يخاف على الجيل القادم من هذه الظاهرة لكي يتغير الوضع للأحسن، فقد ساد وانتشر في كل الشوارع والأسواق وأي مكان يخطر على بالك أو لا يخطر، المهم لديهم ملأ جيوبهم بخفة وذكاء وتمثيل لا يقدر أحد أن يقول غير ذلك. 

يجب أن يفرض المسؤولون سيطرتهم على الشارع وإيقافهم وفرض العقوبات على أي متسول وكل من يقف خلفه، وأيضا توفير فرص عمل لهم وتأمين رعاية شاملة لذوات العاهات والشيوخ والعجائز لكفهم عن السؤال والتسول.

لا نقاش في هذا الأمر وعلى كل مسؤول أن يزيل هذه الظاهرة المتفشية في المجتمع لأن الصمت يزيد من تفاقم الوضع فلا تنتظر صلاح مجتمع مليء بالمتسولين والكل يرى ويساعد في انتشارها . 

تخيل انت يا قاسي القلب يامن تقول عنهم لا يستحقون أي دعم او رعاية، لو نفترض أن إبنك أو إبنتك خطفوا وعذبوا وقطعت أطرافهم وأصبحوا مثلهم مشردون أو رفضوا إكمال دراستهم بحجة أن من يتسول يجمع مال كثير في يوم واحد مقدار ما تجمعه أنت في شهر أو سنة وانت تعمل بشهادتك فما فائدة الدراسة والربح السهل أحسن وممتع ومدر للأموال. 

ماذا سيكون إحساسك إن غابوا عن ناظريك وما سيكون جوابك يا فيلسوف؟!!!.


بقلم الأديبة عطر محمد لطفي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...