لم تكن لي وجهة محددة و أنا أجوب الشوارع جيئة وذهابا بين الأماكن.. أقف بلا سبب و تارة أمام واجهة محل فأنظر إلى شحوب وجهي المنعكس على الزجاج.. البضاعة الوحيدة التي أمكنني رؤيتها، مالذي حل بي؟ إلى أين يمكنني الذهاب؟ أليست رحلة انتظرتها طويلا لأسافر إلى هذا البلد البعيد، قصد السياحة؟ لا شيء يستهويني هنا لا الأماكن الطبيعية ولا التاريخية.. لم يكن يجدر بي أنا أسافر، كيف اعتقدت أنني سأرتاح بتغييري الجو المعتاد؟ لا.. لا شيء يستهويني أو يريحني، لو لم أسافر لكنت الآن منزويا في المقهى المعتاد أرتشف فنجانا وأدخن.. و أطالع كتابا من الكتب الضخمة التي تملأ مكتبتي الالكترونية على هاتفي كان أفضل لي بكثير.. وكأني سافرت إلى مدن بعيدة جدا ليتني لم أغادر مكاني، كان كافيا أن أسافر بخيالي إلى أماكن بعيدة وعجيبة..فقط من خلال الكلمات.. هنا كل شيء بدا لي مألوفا جدا، فقط الوجوه غريبة و مختلفة... إنه شعور الغربة نفسه الذي أشعره دائما.. كم أنا و حيد كعادتي! أمر من هنا وهناك.. بلا وجهة، ولا برنامج و لا شيء.. سرت كثيرا.. وانتهى بي المطاف إلى مقهى، ارتشف فنجانا و أدخن و أتصفح كتابا من كتب مكتبتي الإليكترونية الضخمة على هاتفي..
سأقضي عطلتي كلها هنا بهذه المقهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق