الأحد، 15 يناير 2023

الليلة الأخيرة بقلم حسين حطاب

الليلة الأخيرة 
....و بينما كان يمعن النظر في وجهها، تصور الأحداث بحلوها و مرها تمر أمامه عبر شريط الذكريات ، وهنا شعر فجأة بإختناق يغلق منافس رئتيه و ضيق شديد يحاصر صدره ،وكآبة تلفه تكبله ، و أحس بأن رصيدها المتبقى من الحياة في آخر لحظاته ،وأثناء ذلك إستدار و جلس على الكرسي يفيض سأما ،يعبر محطات الذكريات ،و عند كل محطة يتوقف .
كان شارد الذهن مشتت الأفكار ، يحاول إسترجاع أنفاسه ،يلملم شتات كلماته والفوضى تصافح أذنيه ،حينها طأطأ رأسه يسير وسط خيالات الأفراح و الأحزان ،يؤرجح السعادة حتى نبهه أنينها ،فمضى يحملق في وجهها الذي تتحرك منه أشفارها دون إدراك ،و تتراقص أصابعها ببطىء كأنها تومئ لشيء أو تريد التحدث .
مد يده إليها ليمسح دموعها ويهدئ روعها ،ثم أخذ يتحسس نبضها .
شعرت بيد مألوفة تنساب فوق جسدها ،يد مفعولها سحري تفاعلت معها ،فتحت عينيها بروية تحاول نزع زنديها من على رأسها ،فاقترب بهدوء من أذنها ونطق إسمها بصوت خافت حزين ،فأهتزت مضطربة كمن تراودها الكوابيس وحاولت إسناد ظهرها فلم تقو وإكتفت بالنظر إليه بعينين محملقتين غائرتين تخفي فيهما المآسي و الأخزان ،،كأنها رأت مخلوقا على هيئة شبح جاءها زائرا من عالم الأرواح ، و لا تعتقد وجوده قربها حقيقة .
وبعد صمت رهيب وعيناها شاخصين تمعن النظر في من جالس بجانبها إبتسمت تحاول إسترجاع أنفاسها المضغوطة المشدودة كي يطمئن على سلامتها ،بحركة ثقيلة شدت على يده وبأطراف أنامل اليد الأخرى تريد مسح الدموع المنحدرة من مقلتيها على خديها .
قالت و الحسرة تعانق صوتها الحزين المتقطع ......!؟!؟
بقلمي / الأستاذ حسين حطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العَصَا المُقَاتله بقلم هادي مسلم الهداد

العَصَا المُقَاتله(... ؟! ) ===== *** =====      والله           .. كانتْ هَائله   لم تَنفجرْ .. لكنّما فيها              المَشاعرُ فَاعله ...