بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ تجَلَّى
فصار القفرُ أنهاراً وظلا
له في الغارِ من نجواهُ كفٌّ
لها الإصباحُ من أَلَقٍ تدلَّى
وقيلَ اقرأْ على مَهَلٍ فإنّا
هنا نوران في روحٍ أهلّا
تدثّرهُ الأناملُ حانياتٍ
وتحرسهُ الخوافقُ إنْ تولى
لك البشرى ومنكَ وفيكَ تحيا
فإنَّكَ بالكتابِ اليومَ أَولى
سحابٌ من بشاراتٍ عذارى
تُعَبِّدُ في عنيدِ الصخرِ سهلا
وصاياهُ . المجازُ البكرُ . تغدو
لهذا الدربِ في منفاهُ أهلا
لكُمْ مُلكٌ . لكُمْ جاهٌ ومالٌ
يقولُ : معي . وليس يهونُ . أغلى
إذ الإيمان والأخلاق قومي
يهونُ مُقاطِعٌ ويَسِفُّ مَلّا
- لنا في الغارِ .يا صِدِّيقُ . دارٌ
فهل أُرضيكَ يا صِدِّيقُ خِلّا
قلوبٌ في سما الإخلاصِ طارتْ
فكانت للهوى الصافي محلّا
توارى عن عيونِ الشركِ لمّا
على دارِ السلامةِ قد أطَلَّ
وبين اللابتين الأمسُ يحيا
شقاقاً في شقاقٍ ليس إلّا
ألا حيِّ ابنَ عبدِ اللهِ إنّا
عيونٌ حيثُ فيها النورُ حَلَّ
سلاماً في سلامٍ من إخاءٍ
ولمْ تقطعْ لنا الأيامُ وصْلا
لنا البشرى هنالك ليس ظلمُ
وعَزَّ اللهُ عن هذا وجلَّ
شققتَ لنا بهذا الدينِ نهراً
لنروي صفحةَ التاريخِ عدلا
ألا سبحانَ مَنْ سوَّاكَ فينا
إذا ما الدربُ طالتْ مُسْتَظَلّا
بعينِ صغيرتي رؤياكَ تحلو
تعدُّ على الأصابعِ في المُصلّى
فسَلِّمْ يا كريمُ على حبيبٍ
هدانا كيفَ صامَ وكيفَ صلّى
عليك أفضل الصلاة والسلام
يا حبيبي يا رسول الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق