الشوقُ حدَّثني بأيّامِ الصِبا
أحسستُ نبضَ القلبِ ينبضُ مُطرِبا
أَسْتَذْكرُ الأقرانَ ليْ بمحلَّتي
عند الملاعبِ بالمسا كي نَلعبا
الكلُ في فَرَحٍ و في مَرَحٍ وما
في بالِنا شيءٌ يسوءُ المَلعَبا
فنفوزُ أحياناً : و أحياناً لَهُمْ
بالفوز مرمانا توخّى واجتبى
بعد التنافسِ بيننا نمشي معاً
و إلامَ أنْ نَصِلَ البيوتَ ونذهبا
للدارِ أدخلُ و الملابسُ رثّةً
فَتَعَرُّقي فوق الرداءِ تَصَبَّبا
فتصيحُ بي أُمّي لتُسْمِعَ والدي
للآنَ لم تأتِ الدروسَ لتكتُبا
إنّي أرى النظراتِ في عينيهما
فكأنّما قد نادياني المذنبا
وبرغمِ خوفي منهما أبقى أنا
مالي سوى قلبيهما أنْ يَحدُبا
ربّاهُ أسألُكَ الضراعة والدُعا
لهما بأنْ تَهِبَ الجنانَ تَطَيُّبا
فلطالما حنَّ الفؤادُ لصحبتي
كمْ صاحَ بيْ ياحبذا سنَّ الصِبا
طالَ المكوثَ وما سَرَت أيامُهُ
لكنْ بنا ممشى الأماني قد كبا
ما كل ما ترجو النفوسُ وتبتغي
يُمسي لنا عندَ التمنّي مَكسَبا
فلذاكَ أُمنيّتي بأيّامِ الصِبا
طفلٌ إلى قِمَمِ الشواهِقِ قد حبا
...............
الشاعر نزهان الكنعاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق