خلود الروح
(نثر)
بقلم:ماهر اللطيف
سقط غصن وبقيت شجرتي شامخة برغم الاعياء،
تطايرت اوراقي واصفرت لتعلن عن زمن الإنتهاء
والرجوع إلى الوراء نتيجة تهاوي الأعضاء والاجزاء... ،
ذبلت اغصاني وشاخت بعد أن هجرها الماء،
تصلبت عروقي وضاقت ووهنت من قلة الوقاية والاعتناء،
أصابت جذوري الهشاشة والشيخوخة وخيرت الانحناء
إلى الأسفل وعدم القدرة على الاستقامة جراء الارتخاء... ،
ومع ذلك، بقيت شجرتي تقارع النهاية والفناء،
الاندثار والانكسار والاستسلام والخنوع والانتهاء...
بقيت كعادتها متحدية و مستبسلة في وجوه الأعداء
تحارب وتقاتل من أجل الكينونة والاستمرار والبقاء
إلى أن تحين ساعة السفر ويسدل الستار على هذا "الأنا" ،
مستعينة في ذلك برب الأرض والبحر والسماء
وخالق الإنس والجان وكل من علا ومشى وزحف وهوي،
عابدة الواحد الأحد بجدية كما أمر ودعا
وداعية اياه في كل وقت في السراء والضراء...
ظلت تنافس بني جنسها في الحياة ولم تبال بالاعياء
ولا المرض و الكبر وتتالي البلاء والابتلاء،
تسبح في بحر الوجود طمعا في الشبع والارتواء
وتجنب الغرق في القاع مع بقية الغرقى والأحياء
ممن يجيدون العيش هناك وينعمون بالاخلاص والوفاء
والصدق والوضوح والشفافية والجدية والتعب والعناء....
شجرة تشبثت بالحياة والقناعة عساها تتمتع برضاء
الله ونيل الفردوس الأعلى يوم الحساب الذي نخشي،
بالسعي إلى مرضاة خلقه وكل المتعاملين معنا هناك وهنا
والخوف من الله ومن أنفسنا الأمارة بالسوء ووسوسة الأعداء
والشيطان ونزواتنا التي لا حدود لها على حد السواء...
تعبت و كل مكوناتي في كل آن وحين في الصيف والشتاء
والخريف والربيع وباتت شجرتي مهددة بالفناء
في كل وقت دون سابق إنذار ولو كانت اغصاني حبلى
بالثمار التي نسيها الزمن والرياح والامطار والهواء... ،
وها إني جاثم في مكاني كبقية الأشجار افتخر بالانتماء
إليها رغم السقم والشيخوخة وقرب الخاتمة و الانتهاء،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق