رُحماكَ يا ربَّ الزَّلازلْ // ربَّ الضعافِ وكلِّ عائلْ
رُحماكَ مِنْ هذا البلاءْ // فالشيخُ يبكي والسَّنابلْ
أطفالُنا تحتَ الركامْ // والقادمُ المجهولُ نازلْ
هل يُنْقَذوا مِنْ خوفِهمْ // أم موتهم كالخوفِ حاصلْ
والأمَّهاتُ بلا جَنانْ // والموتُ يجري كالقوافلْ
أشلاؤنا مثلَ الغصونْ // تحتَ الحجارةِ والمنازلْ
حتى الرُّؤوسُ تدحرجتْ // مثل الكراتِ ولم تُسائلْ
طَحْنٌ لأجسادٍ صغارْ // لم يعرِفوا لحنَ المُقاتِلْ
والدَّمُّ يمضي في خُشوعْ // عبرَ الدُّروبِ ولم يُغازلْ
فعصارةُ القلبِ الذَّبيحْ // مثل السيولِ وكالرَّسائلْ
رُحماكَ والدُّنيا سرابْ // والموتُ حقٌّ لا نُجادلْ
لكنَّنا نرجو العظيمْ // واللهُ يَدري مَنْ يُعاملْ
فالكلُّ مأسورٌ بنفسْ // بالضَّعْفِ شانتْ والمَشاغِلْ
إبليسُ يغويها بليلْ // الكلُّ فيهِ وكم يُقاتِلْ
قد نبتعدْ نحو البوارْ // والقلبُ غيركَ لا يُسائلْ
والدينُ يعلو للسماءْ // في عقلِنا خيرُ المناهلْ
حتى وإن زاغَ الرماةْ // وتعجلوا نيلَ الوسائلْ
لن يبعدوا عنْ ذا الطريقْ // بل يسلكوهُ معَ الشمائلْ
رُحماكَ يا ربَّ الوجودْ // مِنْ كلِّ جَبَّارٍ وقاتلْ
فاسقي الدُّنا أمناً وجودْ // في هذه الأولى وآجلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق