الخميس، 9 فبراير 2023

جدران نائحة بقلم حفيظة مهني

 جدران نائحة

بقلم د. حفيظة مهني 

________________


بكت جدران الدار أصحاباً بين أحجارها أفلوا 

ما ظنت  بعد أنس  تصبح  مثوى  لمن رحلوا


فلا تحسبن أنها ملول  و قد غدرت  بأحبتها

حاشا فغدر المنايا لا سيف يقطع عليه السبل


تركت بعض  ذكرياتي  بين  زواياها  مهشمة 

فمن  يجبر كسر  سقيم  تكالبت   عليه العلل 


في   سكون  الليل طرق الوداع  باب  أحبتي

أدمى الفؤاد الرحيل ليتني برحيل من ارتحلوا


يبست أغصن  الصفصاف و احتطبت  أذرعها

و صارت ذكراها   جمر  بالصدر  ناره  مشتعل


بالأمس  كانوا   هنا  بقرار  الخفق  مسكنهم 

والحنايا حبلى بمعزتهم سحاب  جوفه هطل 


فكيف  لنا  أن  ننسى من هم   للفؤاد  أحبة

بستان  تمد  أغصنه   أشهى  الثمار و  الظلل


ذرفت العين دمع الأسى حتى رمدت أجفانها 

تنعى من جفت شواطئهم و الصبا غيث   بلل


على وتر القصيد  أنوح كحمامة قض جناحها 

أكتم وجع حنينهم و الشوق  مسكوب بالمقل


آه فما ضرهم لو  ودعوا  الفؤاد  قبيل نأيهم  

لملأنا جرار الروح حنانا زاداً يقتات منه الأمل 


شقيت حين انثنت ركبي على   اكوام  الثرى

أحباب ادعوا محبتنا وعن خطى لقيانا أنصلوا


ربي هذا قضاؤك و   قد رضينا بما قسمت لنا

فابدل  دارهم   فردوس شهداء  حيثما  نزلوا


هذه الدنيا  فانية  إن طالت أو قصرت أزمنها

إلى الله حسن الرجعى لمن كف يداه عن الزلل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...